خمسة تعادلات وفوز صعب غير مستحق للنجمة. خمسة تعادلات لم يكن أبطالها الفرق الصغيرة كما يسميها البعض، بل الفرق التي تملك الإمكانات والمستوى والحظوظ الأقل من الفرق المنافسة على اللقب. لكن الروح القتالية والإصرار والعزيمة لا يمكن شراؤها بالمال، ولا الأسماء تمنح أصحابها هذه الروح. هي تأتي من إصرار على صنع شيء من لا شيء، فيتفوّق المجتهد على المتراخي وتُنتزع النقاط بواسطة القلوب قبل الأقدام.
خمسة تعادلات بدأها الأنصار مع الراسينغ الذي كان يستحق أكثر بكثير. الأمر عينه انسحب على العهد الذي تعثّر في صور وعاد بنقطة من فريق أيضاً استحق أكثر من التعادل بعد الأداء العالي الذي قدمه لاعبو المدرب جمال طه.
قبلهم كان الإخاء الأهلي عاليه يُذيق النجمة الأمرين قبل أن يخسر أمامه 0 - 1 بهدف يتيم للمدافع ماهر صبرا قبل نهاية الشوط الأول بعد عرض نجماويٍ مخيّب وحضور حماهيري متوسط وأداء جبلي عالٍ كان يستحق معه التعادل على أقل تقدير، خصوصاً بعد عدد من الفرص ضاعت، أبرزها للنجماوي السابق محمد مرقباوي في الشوط الثاني.
النجمة انكشف مع غياب عبد الرزاق الحسين المصاب، وانكشف أكثر مع الغياب الفني لحسن معتوق، رغم بعض المحاولات. وحده كان نادر مطر نجم فريقه، وحاول جاهداً تغيير الحال، لكنّ يداً واحدة لا تصفّق، وبالتالي يمكن النجمة أن يكون سعيداً بنقاط ثلاث حصل عليها من خطأ للحارس الجبلي شاكر وهبي.

كان النجمة الفائز الوحيد بعرض مخيّب وأداء متوسط

العهد تعثّر أمس في صور بعد أن كان خاسراً بهدف محمد فاعور الجميل في الدقيقة 29، واستمر متأخراً حتى عادل له العاجي إدريسا كايوتيه في الدقيقة 78. مباراة ماراثونية استغرقت أكثر من 100 دقيقة بعد الدقائق العشر التي منحها الحكم محمد درويش بدلاً عن ضائع. 104 دقائق تحديداً لعبها العهد ولم ينجح في الفوز، أمام فريق مارس جميع الأساليب للخروج فائزاً أو متعادلاً على الأقل. من الروح القتالية إلى إهدار الوقت والتمادي بالإصابات، وانتهاءً باستنزاف الخصم العهداوي، نجح أصحاب الأرض وحققوا نقطتهم الأولى هذا الموسم، تاركين العهداويين أمام تساؤلات عن المستوى الفني للفريق الذي لا يملك سوى نقطتين من مباراتين.
صحيح أن العهد قد يكون قد دفع ثمن غياب مهاجمه السنغالي إبراهيما ديوب بسبب الإصابة، وخروج نجمه أحمد زريق مصاباً في الشوط الأول، وتحديداً في الدقيقة 33، لكن هذا لا يبرر التعثّر العهداوي في ظل وجود كتيبة من اللاعبين المميزين في الفريق، ما يشير إلى مشكلة فنية. قد يكون المسؤولون عن النادي قد تنبهوا إلى هذا الأمر، فكانت خطوة التعاقد مع المدرب المساعد السوري إياد عبد الكريم نوعاً من التدعيم الفني، في ظل العرض غير المقنع لبطل لبنان.
في الوقت عينه، كان النبي شيت يهدر فرصة تحقيق فوزه الثاني وتصدّر الترتيب حين تعادل مع ضيفه السلام زغرتا 1 - 1 في البقاع بعد أن كان متقدماً بهدف التوغولي غناما أكاتيه في الدقيقة 80 قبل أن يعادل عمر زين الدين للسلام في الوقت القاتل من ركلة جزاء.
أمس شهد ملعب بحمدون تعادلاً سلبياً بين الصفاء والشباب العربي حرم الفريقين فرصة رفع الرصيد إلى ست نقاط. ورغم أن الصفاء كان الطرف الأفضل، إلا أن أفضليته لم تسمح له بتحقيق فوزه الثاني ليتساوى مع العديد من الفرق بأربع نقاط.