غابت الممثلة السورية لينا دياب (الصورة) فجأة عن الشاشة. تركت صنّاع مسلسل اسمه «فارس وخمس عوانس» قيد التصوير، واختفت كلياً عن الأنظار رغم أنها لم تكمل دورها فيه. باستثناء بعض تعليقات على الفايسبوك وخلافه من وسائل التواصل الاجتماعي لم يسمع أحد بها.
هكذا، هجرت التمثيل حتى سرت معلومات تؤكد زواجها من أحد الأثرياء واعتزالها المهنة الابداعية نهائياً، لتسير على خطى ممثلات سبقنها على الطريق ذاته، لكن الفرق بأن غياب دياب لن يؤثّر بشيء على المشهد الدرامي السوري، لأنها كانت في بداية مشوار فني لا يبشّر ولا يعد بأي حالة استثنائية. لكن لأن زمن السوشيال ميديا يحمل مقومات مختلفة بالنسبة للشهرة وإعادة من يريد إلى الأضواء فجأة، كانت فبركة تصريح لها عن المساكنة كفيلة بإعادتها إلى النور بلحظة خاطفة، رغم انقطاعها كلياً لمدة سنوات. تداولت صفحات دخيلة على فن الدراما ومتسلقة على اسمها تصريحاً مع صور لدياب، تناقلته بعض المواقع الصفراء، وإحدى الصحف اللبنانية، ونسب الخبر على لسان دياب قولها بأن «الجنس شيء ضروري في حياة الإنسان، وأنها مع المساكنة، وأنها تشجّع السوريين في الحرب على العلاقات حتى ولو خارج إطار الزواج».
طبعاً من فبرك الخبر لم يكن يقصد ربط الجنس بالخوف أثناء الحروب، وتزايد الإنجاب الذي يرتبط بكل البلدان التي تتعرض للحروب، والتنويه للدراسات العالمية الهامة التي أجريت في هذا الخصوص، بل كلّ ما قصده هو الإيحاء للجرأة وطرح الخبر للتداول على أوسع نطاق لأنه يحكي عن الجنس وهو ما نجح به ، كونه يكرر بديهية أن الجنس مسألة ضرورية، لكن التصريح مسّ بسمعة دياب بطريقة خطرة قررت بعدها مقارعة هذا التزوير والظهور صوتياً للمرة الأولى منذ اختفائها على إذاعة «شام إف إم» لتنفي من خلال برنامج «نبض العاصمة» التصريحات التي نُسبت إليها على مواقع التواصل الاجتماعي، حول تشجيعها لـ «المساكنة قبل الزواج» وقالت: «أنا بنت الشام ولا يشرفني أن يقترن اسمي وشخصيتي بمثل هذه التصريحات. أخشى من رب العالمين قبل أن أخاف من الناس». طبعاً النظرة الرجعية التي تتمسّك بها دياب، ونسف الفكر المدني، وحرّية الاختيار، وربط فكرة الخوف من الله بموضوع المساكنة الذي تلح بأنه كفر، مسألة تشيّد حالة عداء كلي مع منطق الفن، الذي يفترض أنه يفتح أفق الناس، ويحرّضهم على الجمال، وهدم «التابوهات» من التقاليد والمنظومات المتخشبة. كما أن فكرة أنها «ابنة دمشق» يعني أنها محافظة، تكرّس مفهوم «باب الحارة» الرجعي، وتكشف فعلياً بأن الممثلة المعتزلة لم يسعفها الحظ بقراءة كتاب واحد، أو وثيقة يتيمة عن دمشق أيّام زمان، وكيف كانت مضرب مثل في التحرر والحراك النسوي المنفتح! فعلاً بعد التصريح المزوّر والرد عليه، يتمنى المتابع لو ظلّت دياب مختفية أو أنها التزمت بالصمت؟!