أكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، أن «الانتصارات على تنظيم داعش أضعفته في كل مكان وأفقدته قدرته على التجمّع»، لافتاً إلى أن «العراق في المراحل الأخيرة لتحرير كامل الأراضي وتأمين الحدود»، وذلك أثناء تفقده القطعات العسكرية في منطقة شيالة، باتجاه «ساحل الشرقاط الأيسر»، شمال البلاد.
وعقد العبادي اجتماعاً بالقيادات العسكرية لـ«الفرقة المدرعة التاسعة»، والقيادات الأخرى لمناقشة استعداداتها لعملية تحرير ما بقي من المناطق الشمالية، من قبضة المسلحين، موضحاً أن «داعش لجأ إلى أسلوبه الجبان بضرب المدنيين عندما استهدفهم على الطريق السريع بين ذي قار والمثنى». وأضاف: «ندافع عن مواطنينا ومن جميع المكونات بغض النظر عن انتماءاتهم، وأكّدنا لقواتنا أهمية حماية المدنيين وممتلكاتهم، إضافةً إلى حرصنا على حماية مقاتلينا». وكان العبادي قد وصل إلى قاعدة القيارة الجوية، جنوبي محافظة نينوى. وقضاء الشرقاط (شمالي محافظة صلاح الدين) مع قضاء الحويجة (جنوب غربي محافظة كركوك)، إضافةً إلى قرىً ونواحٍ تتبع لهما، هما آخر معقلين لـ«داعش» شمالي العراق.
بدوره، أعلن نائب قائد «العمليات المشتركة» عبد الأمير رشيد يارالله، استكمال الاستعدادات لتحرير أيسر الشرقاط، مبيناً أن «اجتماعاً عُقد في مقر الفرقة المدرعة التاسعة بحضور آمر اللواء الثاني كريم الخاقاني، وآمر لواء علي الأكبر اللواء علي الحمداني، لوضع اللمسات الأخيرة للتقدم باتجاه أيسر الشرقاط في مرحلة الأولى، ومن ثم الحويجة». وأضاف أنه «أُكمِلَت كافة الاستعدادات لخوض المعركة»، متوقعاً أن «تكون معركة مشابهة لعمليات تلعفر من حيث السرعة».
أما المتحدث الرسمي باسم «هيئة الحشد الشعبي» أحمد الأسدي، فقد أكّد جاهزية قواته الكاملة للمشاركة في عمليات تحرير الساحل الأيسر للشرقاط، والحويجة. وقال في تصريح صحافي، إن «رئيس الوزراء ترأس، اجتماعاً (آخر) لقيادة العمليات المشتركة بحضور قادة الحشد الشعبي وقيادة الشرطة الاتحادية في مخمور، لبحث آخر الاستعدادات لعمليات التحرير المرتقبة». وأضاف أن «العبادي أعطى آخر توجيهاته بخصوص عمليات التحرير».
وفيما تنتظر القوات أمراً بفتح النار، بدأ القصف التمهيدي ــ الجوّي والأرضي، لمواقع المسلحين الأسبوع الماضي، وما زال مستمراً حتى يوم أمس. ونقلت وكالة «الأناضول» عن النقيب سعد محمد في قيادة «عمليات صلاح الدين»، أن «طيران التحالف الدولي شنّ غارات مكثفة على مواقع تنظيم داعش في الجانب الأيسر من قضاء الشرقاط»، لافتاً إلى أن «القصف استهدف مراكز للقيادة والسيطرة». وتابع أن «جميع القطعات العسكرية أكملت تحشيداتها في محاور القتال التي حُدّدت سلفاً لقوات مكافحة الإرهاب، والجيش العراقي، والحشد الشعبي»، مشيراً إلى أن «انطلاق العملية العسكرية مرهون بقرار يصدره العبادي».
(الأخبار)