في اليوبيل الذهبي لمسيرتها الفنية، وبعد 19 ألبوماً غنّت فيها أعمالاً خاصة وكلاسيكيات الجاز وحيَّت من خلال بعضها إيلا فيتزجيرالد وبيلي هوليداي، تعود مغنية الجاز الأميركية دي دي بريدجووتر (1950 ــ الصورة) إلى مسقط رأسها، ممفس.
هكذا، أصدرت ألبومها العشرين قبل أيام قليلة بعنوان Memphis ...Yes, I'm Ready وفيه باقة من كلاسيكيات فرق وفناني الغناء الأسود (جاز، بلوز،…) الذين ولدوا واستقروا في ممفِس، إحدى أهم عواصم الموسيقى في الولايات المتحدة. آيزك هايز هو ابن ممفس وكذلك أريثا فرانكلين. بي. بي. كينغ انطلق من ممفس وكذلك أوتيس ردينغ. أهم رموز الروك آند رول ارتبطوا كذلك عضوياً بتلك المدينة، أمثال إلفيس وروي أوربيسن.
بريدجووتر التي وُلدت وخطت أولى خطواتها الفنية في ممفس تعود إليها بتحية محترمة، ترسم جزءاً مهماً من تاريخ المدينة الغنائي. ففي الألبوم الذي تزيّن غلافه «دنيز» الطفلة ويحوي 13 أغنية تؤديها على طريقتها بتوزيع جديد، تستعيد المغنية المخضرمة عناوين لفرق لم تعد موجودة اليوم ولفنانين بعضهم رحل، وبعضهم الآخر «تقاعد» بفعل التهميش الذي ضرب الغناء المحترم من جانب شركات الإنتاج والناشري الموسيقى ومسوّقيها في أميركا والعالم. اختارت أغنية واحدة من ريبرتوار أسماء امتهنت السول والجاز والبلوز والـR&B والغوسبل وحتى الروك أند رول، ورحلت أو ابتعدت عن الأضواء اليوم، مثل آن لي بيبلز (1947) وكارلا توماس (1942) وبرباره مايسن (1947) وبوبي بلاند (1930 ــ 2013) وThe Soul Children وThe Staple Singers، بالإضافة إلى نجوم فائقي الشهرة مثل بي. بي. كينغ (1925 ــ 2015) وأوتيس ريدينغ (1941 ــ 1967) و… إلفيس بريسلي أيضاً. إضافةً إلى كل هذا الحنين إلى مسقط الرأس وأصوات الطفولة، حرصت دي دي بريدجووتر على تسجيل جديدها في ممفس، حيث استعانت بأحد الاستديوات العريقة لتبدع في أجواء مدينتها المحتفى بها.