الحمل كان ثقيلاً على أكتاف بلال. فالطفل السوري وجد أسرته فجأة بلا معيل، فخرج إلى العمل وهو في التاسعة من عمره. الموازنة بين العمل والمدرسة كانت مهمة صعبة، إذ يروي ابن الـ11 ربيعاً: «تركت المدرسة لفترة، ولم أعد إليها إلا في الامتحان النهائي والذي رسبت فيه طبعاً لأنني كنت أفكر فقط بإنهاء الامتحان والذهاب إلى العمل...
عقلي كان مشغولاً بالجبنة». لم يكن مصنع الجبن الذي توجه إليه بلال في ذلك اليوم المكان الأول الذي عمل فيه. فقد تنقّل بين ثلاث وظائف ذات ظروف عمل خطرة. منذ انضمامه إلى صفوف التعليم غير النظامي، مع جمعية إنقاذ الطفل الدولية، أظهر بلال تقدماً ملحوظاً في مستواه العلمي، ولكنّه لا يزال يواجه تحديات كثيرة «عليّ الآن الاستماع إلى أساتذتي، إذا استمريت بالعمل فإن ذلك سيؤثر على تركيزي، إنه أمر صعب».