حالة الهلع التي أرادت السفارات الأجنبية في لبنان (كندا- الولايات المتحدة الأميركية - فرنسا- بريطانيا)، أن تعممّها، ومعها الرسائل المحذرة التي انتشرت عبر تطبيق «واتساب»، بغية خلق جو مشحون من القلق والرعب، في إرتياد الأماكن العامة والمجمعات التجارية، ومحال اللهو والتسلية (كازينو لبنان)، لم تنجح في ما كانت تربو إليه. الحركة بالأمس، كانت عادية جداً، سيما في المناطق التي سميت بالإسم في هذه الهمروجة منها «الحمرا»، ووسط بيروت، ومجمعات le Mall، وABC (ضبية)..
استطاع اللبنانيون كسر هذا التحذير للرعايا الأجانب، رغم تدعيمه بمصادر أمنية، وربطه بما حصل في معارك الجرود أخيراً، من محاولات إنتقامية من الجماعات الإرهابية في الداخل اللبناني. لم تنجح هذه الحملات في خلق رعب في الشارع اللبناني، وساهمت في ذلك، بيانات الأجهزة الأمنية التي طمأنت المواطنين ودعتهم الى عدم الأخذ بهذه الشائعات. مع ذلك، كان لافتاً تعاطي الميديا الخليجية مع هذا الموضوع، إذ حاولت تضخيمه، وتصوير اللبنانيين على أنهم خضعوا لهذه التحذيرات. صحيفة «الشرق الأوسط»، عنونت اليوم «هلع بين لبنانيين.. بعد تحذيرات السفارات وأجهزة الأمن تطمئن». أما صحيفة «الراي» الكويتية فقد أوردت أن «المخابرات الأميركية» اعترضت بواسطة التنصت الإلكتروني «طرف خيط»، عن عمل إرهابي يتم التحضير له في لبنان، ونقل موقع mtv، خبر الصحيفة الكويتية، مضيفاً اليه عنوانا تهويلياً «هلعٌ في لبنان... هل ستنفّذ عمليات انتقاميّة؟».
ولعل أبرز المنابر تهويلاً كانت صحيفة «الديار»، التي تناقلت المواقع الإلكترونية مقالها عن هذه التحذيرات، مضيفة اليها مكونات تساهم في بث الرعب في نفوس القراء، كما فعل موقع «التيار» الذي نقل مقالة «الديار»، ونشر أعلاه صورة لسيارة تلتهمها النيران جراء تفجير إرهابي. المقال (كتابة دوللي بشعلاني)، الذي يستند الى «أوساط»، يتحدث عن إحتمال عودة التفجيرات الأمنية، والإنتحارية تحديداً، ويركز على استهدافها الحالي لأماكن «يرتادها الأغنياء للتسلية والترفيه»، بعدما كانت قبلاً تستهدف أماكن شعبية فقيرة. يربط المقال هذه الإحتمالات بعناصر «داعش»، الذين رحّلوا الى سوريا وبقوا على قيد الحياة، واليوم يريدون القيام بأعمال إنتقامية في لبنان!