سكتةُ قلب/ سرطانُ رئة/ جلطةٌ دماغية/ حادثُ سير/ تفجير انتحاريّ/ حريق بسببِ تماسّ كهربائيّ في شاحنِ هاتفٍ خليويّ/ تَسَمُّمٌ غامضٌ بوُرَيقةِ عشب/ طلقةٌ طائشةٌ في عرس/ طعنةٌ من يدِ غَيورٍ إسلاميّ أو خادمِ مطرانٍ لا تعجبهُ طريقتي في محبّةِ المسيح/ انتحارٌ في نهايةِ ليلةٍ سعيدة/ سقوط طائرة في رحلةٍ مُرتجَلةٍ لم تكن في الحسبان..
لزيارةِ أحفادي في القارّةِ السيّدة/ متعثِّراً بحصاةٍ صغيرة في طريقِ عودتي إلى البيت.../ أو حتى ميّتاً بسببِ الخوف، داخلَ كابوسٍ لم أعرف كيف أَنتشِلُ نفسي مِنه...
كلُّ احتمالاتِ الموتِ هذه، حذَّرَتني منها أدمغةُ الأصحابِ والفلكيّين وقرّاءِ خرائطِ الموتْ.
احتمالٌ وحيد (احتمالٌ هيِّنٌ، عسيرٌ، شائعٌ، اعتياديٌّ، وفي متناوَلِ الكائناتِ جميعها) لم يخطر على بالِ أحد؛ أو بالأَصَحّ لم يشأْ أحدٌ إدراجَهُ في قائمةِ التنبُّؤات:
أنْ أظلّ حيّاً...
حيّاً، مثلي مثل مليارَي وحش، وخمسين مليار دابّةٍ، وتسعةٍ وثمانين تريليون حشرةٍ وطائرٍ وسمكةٍ ودودةٍ وداعيةِ صلاةٍ أو داعيةِ حرب...
أنْ أَظلّ حيّاً، مثلي مثلَ سبعةِ ملياراتِ بشريٍّ خائف
سيواصلون، إلى ما بعدَ هذه اللحظة، وإلى أمدٍ غيرِ معلوم،
مسيرةَ موتهم الاعتياديّةَ المظَفَّرةَ... داخلَ الحياة.
3/1/2017