الكنيسة في وادٍ والشعب في وادٍ وأمناء المدارس الكاثوليكية بينهما. فقضية الأقساط في المدارس الخاصة تتجه إلى مزيد من التصعيد، ويصبّ كلام رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمة، لجهة عدم اعتراف المدارس بسلسلة الرتب والرواتب، في هذا السياق. ما أعلنه سيدنا في المؤتمر التربوي العام للمدارس لم يكن «زلة لسان»، بل «قنبلة موقوتة»، ومُعدة لكي تنفجر في أيدي المعلمين في المدارس الخاصة، ولكي تضع هؤلاء في مواجهة الأهالي.
إننا كحملة منع زيادة الأقساط في المدارس الكاثوليكية نعيد التذكير بالنقاط الآتية: ـ
- حق المعلمين في المدارس الخاصة بنيل حقوقهم من السلسلة هو مكسب لنا كأهالٍ، لأننا بذلك نكون قد أمّنا لأطفالنا مستوى علمياً لائقاً، ونكون قد حافظنا على ثبات الطاقات العلمية داخل المدارس ومنعنا هجرتها. فكل محاولة لفصل القطاع التعليمي الخاص عن القطاع التعليمي الرسمي يضعف بنظرنا المدارس الخاصة ويؤدي إلى تقهقرها.
- الزودات التي نالها المعلمون لن ترهق الأهالي إذا ما اقتطعت من الأرباح الهائلة التي تجنيها المدارس، ومتيقنون من أنّ المدارس قادرة على دفع الزودة التي يستحقها المعلمون من هذه الأرباح.
- المطالبة بفتح ملف الموازنات في المدارس الخاصة والتدقيق المالي فيها، وصولاً إلى «إعادة الأموال» التي اقتطعت منذ خمس سنوات من الأهالي بحجة حقوق المعلمين في السلسلة، وتحضيراً للأهل (بحسب قولهم و ادعائهم)، وهذا موقف مستهجن.
- تمثيلنا على طاولة الحوار في وزارة التربية هو مكسب لأصوات الناس ولأوجاعهم ولشكواهم، ونؤكد أننا طالبنا الوزير بإنشاء خط ساخن لتلقي شكاوى المواطنين، وتشكيل فريق عمل للمتابعة، كذلك نطلب من كل من يملك معلومات عن مخالفات في المدارس الخاصة، وخصوصاً مخالفة التعميم الواضح للوزير (منع أخذ أي زودة على الأقساط، وقد حدد 30% فقط من قيمة القسط في السنة الدراسية الماضية حتى انتهاء أعمال طاولة الحوار)، رفدنا بالمعطيات، ونحن نؤكد الحفاظ على سرية مرسلها.
- نذكر الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية بأن دور المدارس الكاثوليكية والمسيحية «تبشيري» في المقام الأول، وليس «استثمارياً تجارياً»، كما يحصل الآن في العديد من المدارس، وهذه المدارس أُسست لتكون حاضنة للفقراء كما للأغنياء، وينتفي دورها ودور القيِّمين عليها إذا أصبحت حكراً على الطبقة الميسورة والفقير مبعد عنها. حينها يجب إعلان فشل من أوصل تلك المؤسسات التي نفتخر بها إلى هذا الدرك، وإبعاده عنها لكي تعود صروحاً للرحمة ومنارة لتعاليم الكنيسة ووصايا الله.
- نؤكد أن «الدنيا ما خلت» وما زالت نعم الرب تفيض في العديد من المدارس التي تديرها «العناية الإلهية» على أيدي رهبان وراهبات قديسين وقديسات ما زالوا يؤدون رسالة التعليم كما أوصى الرب الإله «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعلموهم باسمي».
*ناشط في حملة منع زيادة الأقساط في المدارس الكاثوليكية