هو طائر وسيم، أبقع واسع الانتشار برقعة حمراء في قفا الذكر (القنة والقفا أسودان في الأنثى، القنة حمراء في اليافع ومحاطة باللون الأسود). منفسه أحمر وكذلك غطائيات أسفل الذيل، الأجزاء السفلية بيضاء وتقريباً من دون أيّ علامات. يشبه كثيراً أبيض الجناح والمرقط الكبير، وبشكل خاص طائر الأبقع السندي. يفرق عن المرقط الكبير في الغالب من عدم وجود شريط الخد الأسود.أبيض الجناح لديه منطقة كتفية بيضاء أكبر بكثير من السوري. حركة وتشكيلة الطيران مثل المرقط الكبير مع أن الأبيض الذي يشاهد في الذيل أقل. من ناحية الصوت تشبه النداءات التي يطلقها تلك التي يصدرها المرقط الكبير، مع أن النداء الشائع "جاك"، أنعم قليلاً وأعلى نغمة، النقر عنده أطول قليلاً (حوالى ثانية واحدة) ويسرع ثم يضمحل عند النهاية.

الإقامة والتقنية

كان طائر نقار الخشب السوري مقيماً في الغابات الخفيفة، وفي الحدائق وبساتين أشجار الزيتون وغالباً بالقرب من القرى والمناطق الزراعية. وهو يتغذى من هذه المواقع، لا سيما من بساتين الزيتون والخروب.
غذاؤه الأساسي من الحشرات، ولكنّه يأكل أيضاً البذور الدهنية كالجوز واللوز. يتنقّل نقار الخشب بين أعلى جذوع الأشجار وأسفلها، ناقراً لحاء الأشجار متنصّتاً لسماع حركة الفريسة (الديدان داخل الأغصان). وعندما يحدّد مكان الحشرة، فإنه يطرق الجذع بمنقاره القوي، لكي يصل إليها، ثم يسحبها بلسانه الطويل.
يتشابه الجنسان من حيث الشكل باستثناء الجزء الخلفي من الرقبة. أحمر اللون لدى الذكور والأسود لدى الإناث.

من تقتل المبيدات؟

تعتبر تقنيات طائر نقار الخشب السوري متقدمة جداً بالنسبة إلى غيره من الطيور، إذ يقوم بجهد إضافي وكبير لالتقاط فريسته. ويستدل من تقنياته في نقر الخشب وقبل ذلك في رصد الفريسة، ان لديه قوة سمع كبيرة لكي يعرف اين الفريسة وهي في داخل الاغصان او جذوع الاشجار. ولذلك كان يفترض الاحتفال به اليوم، لو بقي على قيد الحياة، بانه مخلص الغابات والبساتين من اخطر الافات المدمرة كديدان الاشجار الى تدخل الى عمق الاشجار وتتسبب بيباسها وموتها.

لنقار الخشب
تقنيات في السمع لمعرفة مكان فريسته داخل جذوع الشجر...



بهذه الحالة، فإن الديدان التي نشكو من تكاثرها اليوم وتسببها بالفتك بالأشجار المثمرة والبرية معاً، كانت تقوم بدور مهم في النظم الأيكولوجية بحدود معينة، بكونها كانت تشكل الغذاء الأفضل لطائر نقار الخشب ضمن معادلة دقيقة، هي تحافظ على وجوده وهو يحافظ على وجودها ولا يأكلها كلها، كما أردنا من المبيدات أن تفعل، مع الإشارة إلى أن كلمة "مبيد"، تتقصد القضاء التام على النوع، وهي كلمة وصفة (الإبادة) مضادة لعلم البيئة والايكولوجيا وبالتالي للطبيعة والإنسان نفسه ولم يعرفها أو يستخدمها أي من الأنواع الحية غير الإنسان!

عندما تتكيف الديدان

تؤكد معظم الدراسات البيئية الحديثة أن كل التقنيات والمبيدات المستخدمة ما بعد انقراض طائر نقار الخشب، لم تستطع أن تحمي الغابات ولا البساتين. فبعض هذه المبيدات الذي قضى على بعض هذه الديدان بداية، قتل معها الكثير من الكائنات والحشرات المفيدة، أو على الأصح الكثير من الحشرات التي لها أداور مهمة في النظام البيئي. ثم عادت الديدان نفسها وتكيفت مع هذه المبيدات واستمرت في الفتك بالأشجار، بعد أن تم قتل عدوها الطبيعي (كطائر نقار الخشب) إن بالمبيدات نفسها أو بالصيد. وهكذا نكون قد خربنا النظم البيئية بمجرد أننا اعتقدنا بأننا نستطيع أن نتحكم بتطور الكائنات الحية، وأننا بتنا "نعلم" ما معنى مفهوم "التنمية" الذي استوردناه لزيادة إنتاجنا، فقتلنا.




أعشاش من البلاستيك والحديد!


عندما قلّت المساحات الخضراء في المدن، لم تستسلم الطيور سريعاً. حاولت أن تتأقلم. كان الإعلام البيئي في العشرين سنة الأخيرة، يتابع كيف يتم التخلي عن المساحات الصغيرة التي كانت مخصصة لمواقف السيارات والتي كانت مظلّلة بالأشجار الكبيرة والمعمرة لتتم زراعة البنايات الشاهقة مكانها، كانت الطيور المدينية لا تزال تبحث عن مأوى جديد. إلا أن مشكلتها كانت تكبر يوماً بعد يوم، عندما انعدمت الأعشاب التي كانت تصنع منها عشها لتبيض وتربي فراخها. الزميلة ادال شومان صادق أرسلت لنا هذه الصورة لطائر مديني (بيروت) رتب عشه من بقايا البلاستيك والحديد في ورش البناء، كنوع من التأقلم والمقاومة للبقاء، بالرغم من تخريب الموئل القديم والآمن.