جُمّد الاتفاق القاضي بترحيل مسلحي تنظيم «داعش» من جرود القلمون الغربي باتجاه مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، إثر ضغوط «التحالف الدولي»، ومن خلفه الولايات المتحدة، الرافضة لإتمام أي اتفاق يثبت انتصار المقاومة والجيشين اللبناني والسوري في معركة الجرود الأخيرة.
ووفق معلومات «الأخبار»، فإن الاتفاق «جُمّد» مع رجوع 6 حافلات إلى إحدى مدارس مدينة تدمر، في وقتٍ لا تزال فيه 10 حافلات أخرى عالقةً في البادية الشرقية، في «منطقة صفراء» (منطقة تماس بين الجيش السوري وتنظيم «داعش») أقرب إلى مناطق المسلحين، جنوبي طريق السخنة، في انتظار أن تفضي الاتصالات الروسية ــ الأميركية إلى نتيجة تسمحُ بعبور الحافلات إلى وجهتها النهائية في البوكمال، أو أيّ وجهةٍ أخرى.
وكانت أولى إشارات العرقلة قد ظهرت من خلال الرسائل السياسية لبعض «حلفاء» واشنطن في المنطقة، والذين أعربوا عن رفضهم لوصول المسلحين إلى البوكمال، فيما كانت غارات طائرات «التحالف» الست، فجر الخميس الماضي، على محيط نقطة تبادل الحافلات باتجاه مطار «T2»، في البادية الشرقية، رسالة من نوعٍ آخر، تؤكّد رفض واشنطن المضيّ قدماً في إتمام الاتفاق.

رجوع 6 حافلات
إلى تدمر و10 حافلات أخرى عالقة


وحذّرت واشنطن «الهلال الأحمر السوري»، عبر قيادة «التحالف»، من مواصلة الحافلات بالعبور إلى وجهتها، وخصوصاً أن الغارات الجويّة قد تتكرّر ما لم تُغيّر دمشق من وجهة سير القافلة.
وفيما تحرص قيادة المقاومة على إيصال المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة إلى قافلة المسلحين (تضم القافلة أكثر من 300 امرأة وطفل)، فإن المتحدث الرسمي باسم «التحالف» رايان ديلون نفى «مزاعم إسقاط التحالف إمدادات غذائية للقافلة»، مشيراً إلى أن «الأمر عارٍ تماماً من الصحة، فمهمة التحالف واضحة وهي محاربة داعش»، في سياق «توضيحه» لخبر سماح قوات «التحالف» بإيصال المساعدات إلى المسلحين، وليس إسقاطها، وفق ما نقلته وكالة «رويترز».
وقال بيان «التحالف» إن «القافلة انقسمت إلى مجموعتين». وأشار إلى أن «مجموعة من الحافلات بقيت في الصحراء، في حين عادت مجموعة أخرى إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية»، متعهداً بـ«مراقبة سير القافلة ومنعها من دخول أراضٍ يسيطر عليها التنظيم».
في المقابل، أكّد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أن «محاصرة عددٍ من النساء والأطفال في الصحراء من قبل الأميركيين ليس لها أي قيمة عسكرية»، مشيداً بـ«خطوة الحكومة اللبنانية، وحزب الله الإنسانية في إنقاذ المدنيين والأبرياء والتي زادت من عظمة الانتصار الذي تحقق». ورأى في بيانه أن «الهدف من ذلك هو التأثير سلباً على انتصار الحكومة والمقاومة اللبنانية»، لافتاً إلى أن استمرار الحصار «قد يتسبب في كارثة إنسانية تساعد على انتشار العنف في المنطقة». أما حزب الله، فقد اتهم في بيانٍ أصدره أول من أمس، الإدارة الأميركية بمنع الحافلات من التحرك ووصولها إلى وجهتها النهائية. وشدّد على أن «واشنطن تمنع وصول أحد إليهم، ولو لتقديم المساعدة الإنسانية للعائلات، والمرضى، والجرحى، وكبار السن»، محذراً من أنه «إذا ما استمرت هذه الحال فإن الموت المحتم ينتظر هذه العائلات وضمنها بعض النساء الحوامل».
(الأخبار)