كل شيء كان رائعاً عصر أمس. عاشت كرة القدم اللبنانية كرنفالاً بكل ما للكلمة من معنى. عرس كروي بامتياز على ملعب صيدا البلدي، عريسه الجمهور الكبير الذي حضر إلى اللقاء، سواء من جانب النجمة أو من جانب العهد. العروس هي كرة القدم اللبنانية التي أثبتت أنها تستحق الحياة والإيمان بها، بشرط أن يعمل أهلها على الحفاظ عليها.
صحيح أن النجمة فاز والعهد خسر، لكنْ هذا فنياً وبالأرقام. لكن في الحقيقة الكل خرج فائزاً بعد أن تجاوز الجميع الامتحان الصعب، وانتهت قمة الكرة اللبنانية التي كان الجميع يتخوّف منها من دون ضربة كف.
الجميع كان على قدر المسؤولية، من جمهور، إلى لاعبين وإداريين، إلى الاتحاد، والأهم القوى الأمنية التي كانت حاضرة بقوة.
قدّم الجميع أوراق اعتمادهم للموسم الجديد، وأثبتوا لبلدية صيدا التي استقبلتهم مشكورة أنهم يستحقون الثقة.
ما يقارب 14 ألف مشجع حضروا إلى ملعب صيدا وخرجوا من دون أي حادثة تذكر. جمهور النجمة الكبير الذي حضر بما يقارب عشرة آلاف مشجع، كان عشرة على عشرة من ناحية الانضباط والتشجيع.
جمهور العهد الذي ملأ مدرجات الدرجة الأولى بأعداد هي الأكبر له، كان حاضراً بقوة وأثبت أنه قادر على الانضباط.
على أرض الملعب كانت الأمور أكثر من رائعة فنياً. كيف لا والجميع استمتع بأربعة أهداف، إضافة إلى ركلات الترجيح التي لا تناسب أصحاب القلوب الضعيفة. قدّم فريقا النجمة والعهد لمحة عمّا سيكون عليه الوضع في الدوري بعد أقل من شهر. كافأ لاعبو الفريقين الجمهور الضخم الذي حضر إلى صيدا بوجبة كروية دسمة. فبمجرد القول إن أول سبع دقائق شهدت هدفين، يعني أن المباراة بدأت مشتعلة من بدايتها.
أمور عدة يمكن الوقوف عندها. فمن جانب النجمة، أثبت مهاجمه النيجيري أنه مكسبٌ كبيرٌ للبطولة، حيث سجّل هدفي فريقه في الدقيقتين 3 و50. المدرب جمال الحاج أثبت أن لا مشكلة مع محمد جعفر، فأشركه أساسياً في اللقاء، ومع شارة القيادة. أمرٌ له دلالات عدة، خصوصاً بعد كل ما قيل عن عدم اهتمام الحاج بوجود جعفر في الفريق. الأخير حضر ولم يحضر. فهو شارك، لكنه غاب فنياً في الشوط الأول، فخرج في الثاني عن قناعة بأنه ليس جاهزاً بعد كما كان الحاج يقول سابقاً.
حسن معتوق وحسين شرف الدين ونادر مطر من نجوم النجمة في اللقاء. الحارس عباس حسن ظهر للمرة الأولى، لكن ليس من بداية اللقاء، بل في نهايته، حيث دخل في الوقت الإضافي كي يحرس مرمى النجمة في ركلات الترجيح، وبالفعل نجح في التصدي لركلة الجزاء الحاسمة التي سددها علي حديد. النجمة أهدى رئيسه الجديد أسعد سقال كأس النخبة في أول يوم له رئيساً للنادي بعد انتخابه أول من أمس. المشهد كان أكثر من مؤثر أمس حين دخل السقال مع أعضاء لجنته الإدارية لتحية الجمهور قبل المباراة، فكانت لوحة رائعة لا يمكن وصفها.
العهد، من جهته، لم ينجح في استعادة كأس النخبة، فخسر في ركلات الحظ، لكنه كسب جمهوراً كبيراً سيكون داعمه الأول في مشوار الدفاع عن لقب الدوري. مكسب آخر هو الغاني عيسى يعقوبو الذي كان نجم فريقه، وخصوصاً في الشوط الأول. أيضاً سمير اياس بدا وكأنه سيكون عنصر دعم كبير لبطل لبنان بعد الأداء الذي قدمه في الشوط الثاني مع دخوله بدلاً من محمد قدوح.
أثبت العهد أنه قادر على العودة في كل مرة حين عادل عبر نور منصور في الدقيقة السابعة وتلقى هدية من لاعب النجمة علي بزي الذي سجل في مرمى فريقه هدف التعادل الثاني للعهد في الدقيقة 62.
الاحتفاظ باللقب لم يكن حكراً على النجمة، فالراسينغ كان قبل 24 ساعة يحافظ على كأس التحدي بعد فوزه على التضامن صور 3 - 1 على ملعب بحمدون. هو اللقب الأول للمدرب رضا عنتر. وهو أحرزه أمام فريقه السابق، وحرم نظيره جمال طه إحراز اللقب للمرة الثانية، بعد الأولى مع الساحل. بداية ممتازة لعنتر مع القلعة البيضاء، الذي سجل له نيكولاس كوفي وعدنان ملحم وحمزة سلامي، وللتضامن شادي سكاف.