وسط تعتيم إعلامي مطبق، تفرضه السلطات السعودية، في منطقة «العوامية» (محافظة القطيف- شرق السعودية)، استطاعت عدسة شبكة bbc، أمس دخول هذه المنطقة برفقة قوات النظام السعودي، على متن شاحنة عسكرية. نقلت الشبكة البريطانية صور الدمار الهائل والخراب الذي خلّفته الإشتباكات الأخيرة في هذه النقطة، وهدم المبنى المتعمد الذي قامت به القوات السعودية.
القناة لعبت دور الناقل المحايد لرواية الإحتجاجات الشعبية هناك، وقمع المملكة لسكانها (من أغلبية شيعية)، كونها دخلت برفقة جهاز أمني الى نقطة الإشتباكات، وحظيت بهذا السبق الصحافي (تقرير سالي نبيل). أخذت تسرد رواية النظام السعودي، وتضع مقابله رواية أخرى لسكان المنطقة. على سبيل المثال، قالت إنّ هدم البيوت الذي تقوم به السلطات السعودية يهدف بحسب الجهات الرسمية الى «بناء مشروع لتطوير العوامية»، فيما يرى فيه السكان هناك، «تهجيراً متعمداً لهم»، و«محاولة لإخماد الإحتجاج».
وفيما أعادت bbc، بث مشاهد دعائية للشرطة السعودية تدّعي فيه أنها من يتعرض للهجوم من قبل «مجموعات إرهابية»، توجّهت كاميرتها الى ألمانيا. إذ التقت هناك، بـ «فارين»، من العوامية، ظهروا بوجوه وأصوات مموهة. أكدوا على أن مظاهراتهم سلمية، وجوبهت بالرصاص الحيّ فقط لأنهم من «الشيعة»، وأن إستخدام السلاح بوجههم جرّهم للرد بالمثل.