إيماناً بالشباب اللبناني وطاقاته وإبداعه، جاء ختام مهرجان «إهدنيات» الدولي مع فرقة «مشروع ليلى». الحفل بيعت كافة بطاقاته وحضره جمهور من كافة الفئات العمرية ومن مختلف المناطق اللبنانية والدول.
وبالتعاون مع منظمة «غرينبيس» البيئية العالمية، حمل الحفل عنواناً بل قضية #BalaPlastic حيث أحيطت الفرقة بمجسمات ضخمة مكونة من أكثر من 110 متراً مكعباً من العبوات البلاستيكية التي ترمز إلى الغزو البلاستيكي الأحادي الاستعمال وأثره المأساوي على الصحة العامة والبيئة والاقتصاد اللبناني. هذه الكمية من البلاستيك المستخدمة في الحفل جمعت خلال حملة لتنظيف شاطئ دالية الروشة نظمتها كل من منظمة «غرينبيس البحر المتوسط» وجمعية «ريسايكل ليبانون»، وتبرعت بها منظمات عدة وهي: الميدان، وغرين كوميونيتي، وريسايكل بيروت، ودروب أوف طبرجا وبي كلين و سيدار انفايرومنت. البلاستيك المستخدم سيعاد تدويره بعد الحفل. عمل على تصميم وتركيب العمل الفني من قبل مختبر التصاميم المؤثرة (دي-آي لاب) من قسم الهندسة المعمارية والتصميم في الجامعة الأميركية في بيروت.
غنت الفرقة وعزفت أبرز أغانيها من القديم والحديث: «رقصوك»، «بحر»، «عبدو»، «مغاوير» وغيرها من الأغاني التي شارك فيها الجمهور غناء ورقصاً على أنغامها.
وفي هذا الإطار، أشار المغني الرئيسي في فرقة «مشروع ليلى» حامد سنو إلى أنه «لا شك في أن إجراءات جذرية يجب أن تتخذ من قبل السلطات المعنية، وخصوصاً على مستوى الإنتاج المحلي (وليس الاستهلاك فقط) للحد من الأزمة البيئية، إلا أننا اليوم سعداء جداً وفخورون بالمشاركة في أي عمل من شأنه أن يساعد على بقائنا وجمهورنا مهتمين في إيجاد الحلول، ونشعر بالغبطة بسبب الدعم الذي حظينا به والعمل التطوعي الذي جعل ذلك ممكنا».
من جهته، ذكر عضو لجنة مهرجان «إهدنيات» كريم مسعود بأن المهرجان هو الأول في لبنان لناحية مراعاة المعايير البيئية والفرز من المصدر كما تعزيز الوعي البيئي لدى كافة الفئات العمرية، مشيراً إلى أن «المهرجان هدفه تعزيز التنمية البشرية المستدامة بهدف خلق فرص عمل للشباب في المجتمعات المحلية». وأضاف: «حفل «مشروع ليلى» هو جزء من رؤيتنا الكبرى لمهرجان اهدنيات الذي يهدف أيضاً إلى تسليط الضوء على الإبداع والمواهب اللبنانية».
وقال كريم نجار، مدير مختبر «دي آي لاب»: «الهدف من تصاميمنا أن يكون لها أثر على المجتمعات المحلية. وقد حاولنا من خلال هذا العمل الفني إظهار إدمان الناس على استخدام البلاستيك، وكيف يغزو البلاستيك أرضنا ومحيطاتنا». وأعرب نجار عن تمنيه بأن «يساعد مجسم #BalaPlastic في إيصال هذه القضية المحقة بطريقة بسيطة وشاملة إلى أكبر عدد ممكن بهدف وقف استخدام البلاستيك الأحادي الاستعمال».
وقال مسؤول حملات «غرينبيس المتوسط/ العالم العربي»، جوليان جريصاتي: «أردنا أن يعي الشعب اللبناني من خلال هذا المشروع الجميل أن التلوث البلاستيكي ليس أمراً حتمياً. الأمر يتطلب فقط بذل جهود فردية صغيرة في سلوكنا اليومي وسيكون له تأثير جماعي كبير». وختم جريصاتي قائلاً: «ابتداء من اليوم، نطلب من كل فرد أن يتخلى عن البلاستيك ويستخدم البدائل المتوفرة على نطاق واسع وهي أفضل لبلدنا ومجتمعاتنا. لأن هذا هو الجوهر الحقيقي لحملة #BalaPlastic».