أكّد وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان «حرص بلاده على استقرار العراق»، مشيراً إلى أن الرياض «عازمة على تنمية العلاقات وتقويتها في كافة المجالات» مع بغداد، وفق ما أعلنته «وكالة الأنباء السعودية» (واس).
موقف ابن سلمان جاء خلال استقباله وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، في مدينة جدة، في وقتٍ متأخرٍ ليل أوّل من أمس، حيث استعرض الطرفان «العلاقات الثنائية، خاصة الفرص المشتركة في المجالات الاقتصادية بشكلٍ عام، والطاقة بشكلٍ خاص، بما في ذلك فتح المنافذ البريّة وتسيير رحلات مباشرة، وتشجيع التبادل التجاري، والاستثمارات من القطاع السعودي الخاص».
وتعكس الاستقبالات التي تحظى بها الوفود العراقية، وسلسلة اللقاءات التي تجريها مع المسؤولين السعوديين، نيّة الرياض بالانفتاح أكثر على بغداد، وسعيها إلى تطوير العلاقات الثنائية بينهما، وسط ترحيب حكومة حيدر العبادي بالخطوات السعودية التي تسهم في إخراج العراق من «الاصطفافات الإقليمية، وتساهم بتفاعله الإيجابي مع محيطه العربي». أما المقرّبون من دوائر القرار السعودي، فيعتبرون ما تقوم به الرياض محاولة لـ«اختراق نفوذ طهران، والحدّ من هيمنتها على بغداد»، ضمن استراتيجية سعودية لإعادة العراق إلى محيطه العربي.
وتطرق نقاش ابن سلمان ــ اللعيبي إلى التعاون الوثيق بين البلدين في مجال تنسيق السياسات البترولية، وتأكيد الدولتين الالتزام الكامل باتفاقية خفض إنتاج البترول حتى تصل الأسواق إلى التوازن المستهدف من هذا الاتفاق.
وكان اللعيبي قد وصل إلى السعودية أوّل من أمس، والتقى للمرّة الثانية ــ في أقل من 24 ساعة ــ بوزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح، حيث بحث الطرفان «المبادرات التعاونية المشتركة في مجالات الطاقة، والصناعة، والثروة المعدنية، والتجارة، والاستشارات المتبادلة». كذلك، زار اللعيبي وزير الخارجية عادل الجبير، حيث بحث معه «ملفات ذات الاهتمام المشترك، والعلاقات الثنائية، وسبل تطوير التعاون بين البلدين».
وعلى هامش زيارته، زار اللعيبي والوفد المرافق له «شركة الزيت العربية السعودية» (أرامكو)، ومرافق مدينة الجبيل الصناعية، وعدداً من مشروعات الطاقة والبتروكيميائيات، وغيرها من المشاريع الاستثمارية.
(الأخبار)