عادت تلعفر إلى واجهة المشهد العراقي مجدّداً. المعركة المقبلة ضد تنظيم «داعش» ستكون هناك بعد سقوط «فيتوات» إقليمية على مباشرة بغداد استعادة القضاء، والتزام قوات «الحشد الشعبي» بفرض حصار محكم حول المدينة وقطع خطوط المسلحين عنها. ورجّحت مصادر متابعة أن يكون موعد انطلاق المرحلة الرابعة من عمليات «قادمون يا نينوى» مطلع الشهر المقبل، مشيرةً في حديثها إلى «الأخبار» إلى أن «(رئيس الحكومة حيدر) العبادي أعلن مؤخراً موافقته لتوقيتات عدّة، إلا أن أكثرها ترجيحاً بُعيد إجازة عيد الأضحى».
ويقع قضاء تلعفر شمال غرب العراق، وتحدّه شمالاً محافظة دهوك، وشرقاً قضاء سنجار، وغرباً قضاء الموصل، وجنوباً قضاء الحضر، فيما يقدّر عدد سكّانه بحوالى 205 آلاف نسمة، غالبيتهم من المكوّن التركماني.
وتسعى «قيادة العمليات المشتركة» من خلال خططها المرسومة إلى «الحسم السريع» في المعركة، إذ توقّع رئيس جهاز «مكافحة الإرهاب» الفريق أوّل ركن طالب شغاتي «ألّا تكون معركة استعادة قضاء تلعفر صعبة»، معتبراً، في حديثه إلى «الأناضول»، أن «معركة تحرير القضاء ستكون سهلة على قواتنا». وأشار شغاتي إلى أن «قواتنا قادت مواجهات في جميع المواقع استناداً إلى خبرات عناصرها في التعامل مع الشبكات الإرهابية وتمكنت من تحقيق النصر»، لافتاً إلى أن قيادة الجهاز «تملك تفاصيل وضع داعش داخل القضاء، وطبيعة تلعفر الجغرافية».
وإلى جانب «العمليات المشتركة»، فإن القوات الأميركية ستخوض المعركة من خلال مستشاريها الميدانيين، إذ نقلت وكالة «الأناضول» عن ضابطٍ في الجيش العراقي قوله إن «تعزيزات عسكرية أميركية وصلت إلى قاعدة عسكرية بالقرب من قضاء تلعفر». وأضاف النقيب في «القوات الجويّة العراقية» مصطفى صفوك الجحيشي إن «10 طائرات حربية أميركية، محمّلةً بمعدات قتالية وصناديق أسلحة وعشرات المستشارين العسكريين، هبطت صباح أمس في قاعدة كهريز، في محور الكسك غربي الموصل (35 كيلومتراً شرقي تلعفر)».
و«كهريز» هي القاعدة التي أنشأها الأميركيون مؤخراً لدعم القوات العراقية ــ المختلفة ــ في عملياتها المرتقبة لاستعادة تلعفر. وإن كان خبر «الإنشاء» قد بدأ يسري في «الصالونات» العراقية، فإن بغداد وواشنطن ترفضان التعليق عليه.
وتعني استعادة قضاء تلعفر بسط القوات العراقية سيطرتها على كامل محافظة نينوى، الأمر الذي يسمح لقيادة القوات بنقل «جهدها العسكري» إلى محافظة الأنبار، وتحديداً إلى مناطقها الغربية المحاذية للحدود العراقية ــ السورية. وقال عضو «اللجنة الأمنية» في مجلس محافظة الأنبار، راجع بركات العيساوي، أمس، إن «عملية تحرير المناطق الغربية من عناصر داعش ستكون بعد تحرير قضاء تلعفر مباشرة»، لافتاً إلى أن «الاستعدادات الأمنية لعملية تحرير المناطق الغربية تجري وفق الخطة المرسومة لها من قبل القيادات الأمنية، بعد أن كثّفت طائرات الجيش قصفها على معاقل التنظيم الأخيرة هناك». وأضاف أن «القطعات العسكرية على استعدادٍ تام لتحرير هذه المناطق حال الإيعاز إليها»، موضحاً أن مسلحي التنظيم «يحتجزون آلاف الأسر كدروعٍ بشرية، وأن الخطط الأمنية تصبّ في كيفية إيجاد ممرات آمنة لتسهيل عملية خروجها».
(الأخبار)




العبادي يبحث فتح معبر طريبيل

استقبل رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، حيث بحث معه «سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات»، وفق بيانٍ صادر عن رئاسة الحكومة، مضيفاً أن «الطرفين بحثا تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات السياسية، والتعاون الأمني، والاستخباري، والاقتصادي، والحرب ضد الإرهاب».
وأشار البيان إلى أن العبادي والصفدي بحثا أيضاً «إمكانية تهيئة كل المستلزمات للإسراع بفتح منفذ طريبيل الحدودي (جنوب غرب البلاد)، والطريق المؤدي إليه»، إثر انتهاء الحكومة العراقية من وضع اللمسات الأخيرة على «الخطّة الأمنية» الخاصّة بتأمين الطريق، وتلزيمها لعددٍ من الشركات الأجنبية.
ونقل الصفدي تهنئة الملك الأردني ورئيس الحكومة بالمكاسب التي حققتها القوات العراقية ضد تنظيم «داعش»، وتحريرها الأراضي العراقية، مؤكّداً أن «المعركة واحدة، والعدو واحد، والأردن حكومة وشعباً يساند العراق في حربه على الإرهاب».
(الأخبار)