انطلقت بطولة آسيا لكرة السلة من لبنان. ليس من عاصمته بيروت، بل من قلب كسروان من بلدة زوق مكايل. هذه البلدة التي صمم القيمون عليها على نقلها من كونها بلدة لبنانية لتصبح مركزاً لكرة السلة الآسيوية على مدار 13 يوماً.
غالباً ما يكون اليوم الأول هو الأهم والأصعب، إذ خلاله يقام حفل الافتتاح، وفيه يتوّج جهد أشهر من العمل والتنظيم والمعاناة لتقديم أفضل صورة الى القارة الأكبر.
أول من أمس، لم يكن يوماً عادياً في زوق مكايل حيث ملعب مجمّع نهاد نوفل الذي سيحتضن فعاليات البطولة على مدى ما يقارب الأسبوعين.
البلدة بالمطلق تعيش حالة طوارئ منذ أشهر تحضيراً للحدث الكبير، وهي التي لا يمكن اعتبارها طارئة على اللعبة، إذ لديها فريق في الدرجة الأولى حالياً هو التضامن الزوق.
لكن يوم الثلاثاء هو يوم الافتتاح. تشعر وأنت تتوجه الى الملعب بأن المنطقة تتنفس كرة سلة. رائحة هذه الرياضة التي أصبحت وطنية بامتياز تعبق في أجواء هذه البلدة الكسروانية. تشعر بأنها مفصولة عن محيطها الغائب عن الترويج لحدث بحجم بطولة آسيا لكرة السلة. للبلدة ترتيباتها الخاصة. لا يمكن أن تمر بها من دون أن تشعر بأن سلة آسيا في قلب لبنان. لافتات، أعلام، صور، شعارات، منظمون، إرشادات، مواقف، باصات. كلها تشير الى أن هناك حدثاً كبيراً سيحصل اليوم. وجوه الزوقيين ترحب بالزائرين. جمهور من أعمار مختلفة معظمهم من الشباب أتوا من كل لبنان لتشجيع منتخبه في اليوم الأول. شعارهم واحد «كلنا معك». تغيب الأعلام جميعها من سياسية ورياضية تتعلق بالأندية ليحضر علم واحد: علم لبنان. هو موجود على أبواب المحال وعلى الشرفات. لدى محال بيع الهدايا وعلى أعمدة الإنارة، علم واحد ولعبة واحدة تجمع اللبنانيين في حدث استثنائي.
التنظيم على أعلى مستوى. باصات جاهزة لنقل الحاضرين من المواقف الكثيرة الى الملعب. تنتظر لدقائق في الباص الذي ينتظر بدوره بعض المشجعين الواصلين ليقلّهم الى الملعب. لا حديث سوى كرة السلة ومنتخب لبنان وماذا سيقدّم أمام المنتخب الكوري. هل الحضور الجماهيري سيكون كبيراً؟ «أنت مع من: الرياضي أم الحكمة؟» يسأل مشجع شخصاً يجلس الى جانبه. «اليوم أنا مع لبنان وبس» يجيب الثاني. يصر السائل على سؤاله، فيجيبه «أنا مع التضامن فريق الضيعة ولاعبوه من عنّا من هون».
يتحرك الباص، وما هي سوى دقائق لتصل الى الملعب. تستقبلك القرية الترفيهية. اسم على مسمى. أجواء رائعة تجمع بين الترفيه والرياضة وحتى الطعام. في ركنٍ منها شبّان يلعبون كرة سلة (3×3). وفي زاوية أخرى، تدور مسابقة في الرمي على السلة، وفي مكان آخر فرقة تغني بالأجنبية، ترافقها فتاة تقوم بعروض بهلوانية.
رائحة الأطعمة تعبق بالمكان، تعويذة البطولة «الثعلب» حاضرة. الكل كخلية نحل قبل ساعتين على حفل الافتتاح، في ظل إجراءات أمنية عالية وتشديد على النظام من قبل المتطوعين والمسؤولين، لكن بأسلوب لائق.
تحتار إذا ما تريد أن تبقى في الخارج أم تدخل الى الملعب. هذا المكان الذي يفاجئك لدى مشاهدته للمرة الأولى بحلته الجديدة. ملعب رائع حديث بمدرجات كبيرة قد تكون الأكبر بعد المدينة الرياضية، لكنه بكل بساطة منشأة جميلة تُعلّق وساماً على كل من ساهم في بنائها.
هو لم يكن سوى اليوم الأول من البطولة. لكن لا شك في أنه اليوم الأهم، حيث نجح القيّمون على البطولة من الاتحادين الآسيوي واللبناني في تخطي امتحانه. الكل كان سعيداً في زوق مكايل، والكل خرج فرحاً بالفوز اللبناني الفني من جهة، والفوز الإداري والتنظيمي من جهة أخرى.
صحيح أن استضافة البطولة مرّت بمخاض عسير، لكن من عاش اليوم الأول يعلم تماماً أن كل نقطة عرق بذلت لاستضافة الحدث لم تذهب هدراً.




الفيليبين تصدم الصين للمرة الأولى منذ 10 أعوام

حققت الفيليبين، وصيفة النسخة الماضية، أولى مفاجآت كأس آسيا الـ 29 لكرة السلة بتغلبها على الصين حاملة اللقب 96-87 في قمة المجموعة الثانية.
وتألق من الجانب الفيليبيني كلٌّ من تيرنس روميو (26 نقطة) وكريستيان كارل ستانداردينغر (15 نقطة)، بينما برز من ناحية الصينيين ايلون غاو (18 نقطة) وبينغ زهو (17 نقطة)، علماً بأنه الفوز الاول للفيليبين على الصين منذ 10 اعوام.
وضمن المجموعة ذاتها حقق منتخب العراق فوزاً لافتاً على نظيره القطري بنتيجة 75-66.
واكتسح المنتخب الايراني نظيره الهندي بفارق 47 نقطة 101-54 ضمن مباريات المجموعة الأولى.
وبرز من المنتخب الايراني المخضرم حامد حدادي (20 نقطة و8 تمريرات حاسمة) ومحمد جمشيدي جعفر آبادي (18 نقطة) وسجاد ماشايخي (16 نقطة)، ومن المنتخب الهندي امجيوت جيل سينغ (10 نقاط).
هذا ويلعب لبنان اليوم ثانية مبارياته في المجموعة الثالثة ضد نيوزيلندا الساعة 21.00، بينما سيلعب منتخبا كوريا الجنوبية وكازاخستان (18.30) ضمن المجموعة عينها. وتشهد المجموعة الرابعة مباراتين، الاولى بين تايبيه واليابان (13.30)، والثانية بين اوستراليا وهونغ كونغ (16.00).