«الشيخ الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤذن اسطنبول ومحطم الصنم الأتاتوركي»، «تركيا من الخلافة إلى الحداثة، من أتاتورك إلى أردوغان»، هذه ليست عناوين كتب على رفوف المكتبات العامة في اسطنبول، بل هي كتب كانت موجودة قبل أيام، في معرض الكتاب المقام في مكتبة الأسد وسط دمشق.
التقط الصحافي السوري محمد سليمان صوراً للكتب التي تمجّد الرئيس التركي، ونشرها على حسابه على «فيسبوك»، وبعدها انتشر الخبر كالنار بالهشيم على صفحات التواصل الاجتماعي في سوريا.
وزير الثقافة السوري محمد الأحمد كشف أن الكتب المذكورة دخلت بصورة «غير شرعية» إلى المعرض، وأنها لم ترد في القوائم التي عُرضت على لجان المراقبة. وقال الوزير السوري إنه أصدر قراراً بمنع مشاركة دور النشر التي «هرّبت» هذه الكتب، في الدورات اللاحقة من المعرض.
بدوره، أكد مدير مكتبة الأسد صالح صالح سحب ومصادرة الكتب التي تمدح أردوغان، مشيراً إلى «أن هذه الكتب التي ألفها كتاب محسوبون على حركة الإخوان المسلمين، لا تحمل أي صفة فكرية» على حد قوله.
وحسب مصادر وزارة الإعلام السورية، فإن الكتب المذكورة دخلت إلى سوريا، قبل الحرب، بموافقة تداول نظامية من الوزارة، بعدما طُبعت عام 2010 وتُرجمت من التركية إلى العربية.
واستنكر كثيرون من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي دخول هذه الكتب،
ووصفوا أردوغان بـ «المجرم والسفاح»، الذي ساهم في «سفك الدم السوري» من خلال دعمه للجماعات المسلحة المعارضة للنظام.
وانهالت آلاف التعليقات الغاضبة والمستهزئة بوزارة الثقافة السورية، متهمة إياها بالإهمال والتقصير واصفة الحدث بـ «الفاجعة»، في حين اعتبر آخرون أن ذلك «انفتاح من وزارة الثقافة على الرأي الآخر، وشكل من أشكال حرية التعبير».
ويستمر معرض الكتاب بدورته التاسعة والعشرين، حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، وتشارك فيه 150 دار نشر من بينها أربعون داراً من لبنان والعراق ومصر والسعودية وفلسطين والأردن وإيران والدانمارك وروسيا وغيرها.
وانطلقت الدورة الأولى من المعرض عام 1985، ليتوقف عام 2012 بسبب الحرب، وعاد المعرض العام الماضي.
ويقول المدير العام لمكتبة الأسد إن الملفت هذا العام هو المشاركات العربية والأجنبية، حيث تخطى عدد الكتب المشاركة حاجز المئة ألف كتاب.