فتحت مراسم أداء الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى أول من أمس، صفحة جديدة في مسار علاقات طهران الخارجية وحضورها على الساحة الدولية.وفي مقالة نُشرت أمس للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، قال الأخير إنّ مشاركة «الوفود السياسية، الدبلوماسية، والبرلمانية الرفيعة المستوى لـ105 من دول العالم، إضافة إلى ممثلين رفيعي المستوى لأكثر من 10 مؤسسات إقليمية ودولية في المراسم...

(تعني أنّ) نحو ثلثي أعضاء المجتمع الدولي حضر هذه المراسم، لتكون العاصمة طهران قد تحوّلت (خلال هذا الحدث) إلى العاصمة الدبلوماسية للعالم ومحطّ أنظار المؤسسات الدولية».
وأمام هذه الوفود التي تقدّمها وفد أوروبي برئاسة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، وكان من بينها ممثلون عن حركات المقاومة في المنطقة، ردّ روحاني في كلمته، مباشرة على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشأن الاتفاق النووي، قائلاً: «ليعلم هؤلاء الذين يريدون تمزيق خطة العمل المشترك الشاملة (أي الاتفاق النووي)، أنهم سينهون بذلك حياتهم السياسية، وأنّ العالم لن ينسى نكثهم بالعهد».

من المتوقع
أن يُقدّم روحاني تشكيلته الحكومية يوم غد الثلاثاء

وفي تحذير أكثر وضوحاً، رأى روحاني خلال المراسم التي أقيمت في مجلس الشورى، أنّ «الاتفاق النووي يمثّل نموذجاً من الوفاق الوطني في إيران، إذ لا شك في أنه ما كان ليصل إلى النتيجة المطلوبة، وما كان ليستمر لولا مساندة الشعب وأصواته، ودعم سماحة قائد الثورة (السيد علي خامنئي) والتنسيق بين البرلمان والقوات المسلحة وبين الحكومة المنتخبة من قبل الشعب»، مستدركاً بأنّ على «العالم أن يدرك أنّ أي نقض للالتزامات في هذه المعاهدة الدولية، سيواجه بردٍّ موحد من الحكومة والشعب».
وفي السياق نفسه، أشار في كلمته التي تُعدُّ بمثابة إطلاق لولايته الثانية لأربعة أعوام، إلى «الاستعداد الدائم للدفاع عن شعبنا»، موضحاً أنّ رؤيته تقوم على أنّ «الدفاع ليس ممكناً بالسلاح فقط... إذ إن أكبر أسلحتنا هي أصوات شعبنا». وتابع أنّ «الشعب الذي أدلى بأكثر من 41 مليون صوت في صناديق الاقتراع، لن يصل إلى طريق مسدود، وهذه الأصوات ليست فقط دعامة للحكومة والبرلمان، بل إنها أيضاً دعامة للجيش والحرس الثوري».
وكان الرئيس الإيراني الذي من المتوقع أن يُقدّم تشكيلته الحكومية يوم غد الثلاثاء (يُقال إنه سيبقي فيها على وزير النفط بيجن نامدار زنغنه، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف)، قد أعلن في اجتماع خاص مع فيديريكا موغيريني قبل مراسم أداء اليمين، أنّ موقف الولايات المتحدة قد يعرقل تنفيذ الاتفاق النووي، مشيداً في الوقت نفسه بوجود شخصيات أوروبية كبرى في المراسم، ما يُظهر وفقاً له أنّ أوروبا عازمة على توسيع علاقاتها مع بلاده.
جدير بالذكر، أنّ من بين المسؤولين الغربيين الذين حضروا المراسم وزير الدولة الفرنسي المختص بأوروبا والشؤون الخارجية جان بابتيست لوموين، ووزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية مايكل روث، ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت، فيما كان لافتاً أنّ قطر وتركيا تمثلتا بوزيري الاقتصاد في حكومتَيهما.
(الأخبار)