على أبواب معركة جرود رأس بعلبك والقاع، التي سيخوضها الجيش اللبناني ضد «داعش»، تستعد قناة «المنار» لمواكبة هذا الحدث، عبر خطة إعلامية ميدانية وإداريّة منجزة في انتظار ساعة الصفر.
تأتي هذه الجهوزية اليوم، بعد الثقل الذي وضعته في معركة «جرود عرسال»، ومواكبتها بتغطية لافتة لهذا الحدث. أسهم في ذلك، كونها قناة المقاومة وكانت لها الأولوية في الاستحصال على السبق الصحافي، وبأن تكون حاضرة في الصفوف الأمامية مع تقهقر «النصرة» وصولاً إلى اندحارها وترك آخر معاقلها.
القناة التي نقلت عنها باقي القنوات المحلية ــ بالصوت والصورة ــ مفاصل هذه المعركة، نجحت في أن تكون قبلة المتابع/ ة عبر الضخ اللحظوي للحدث في نشرات الأخبار والمواجز والتغطية المباشرة الحية. على مدى ١١ يوماً، تقدم مراسل القناة محمد قازان بأداء متزن يتسم بصدقية المعلومة ودقتها. تابع هذا الحدث مع فريق العمل الميداني والتحريري الملازم له في الاستديو على مدار الساعة، ضمن جهد استثنائي تقاطع وتكامل مع «الإعلام الحربي». كان الهدف الأساس الحضور الدائم ومواكبة المعركة لحظة بلحظة وأيضاً تظهير النصر الذي كان محسوماً منذ اللحظة الأولى.

استعادة مشهدية حرب تموز حين شكّلت الصورة الذراع المساعدة للمقاومة العسكرية

عبر شبكة مراسلين توزعت بين سوريا والجهة الشرقية اللبنانية، تابعت «المنار» هذه المعركة. أنهى قازان مواكبة المعركة ليبدأ بعده كل من المراسلين المخضرمين علي شعيب وعلي يزبك بمتابعة مجريات مراحل التفاوض الثلاث وصولاً إلى تحرير الأسرى الخمسة لـ «حزب الله». من الجهة السورية، واكب كل من جعفر مهنا ضربات الجيش السوري لجرود فليطة، وسومر حاتم لعملية التفاوض واستقبال الأسرى عند معبر «السعن» (ريف حماة)... لتمد شبكة أخرى على باقي البلدات والقرى اللبنانية التي استقبلت أسراها العائدين من «مجدل سلم» (حسن حمزة)، إلى ياطر (حسين عواد)، و«الشرقية» (علي شعيب) وبرعشيت والهرمل.
مع هذا النصر الذي حققته المقاومة في تطهير جرود عرسال، والتغطية الاستثنائية الإعلامية لهذا الحدث، وجهوزيتها لمواكبة المعركة القادمة في جرود القاع ورأس بعلبك، تبادرت إلى الإذهان، مشهدية حرب تموز ٢٠٠٦ حين شكّلت الصورة والحرب النفسية على العدو الصهيوني، الذراع المساعدة للمقاومة العسكرية. عادت صور هذه الحرب والنصر المحقق آنذاك إلى الأذهان، لتتقاطع مع روحية تطهير الجرود، في الجهد والضخ الإعلامي، لا سيما مع وجود كل من قازان وشعيب اللذين غطيا حرب تموز. فهل فعلاً حضرت هذه الروحية؟ وهل تصحّ مقارنة تغطية حرب تموز بمعركة جرود عرسال اليوم؟ وما الذي تغير بين الأمس واليوم من أدوات الاتصال الإعلامي لتغدو التغطية أكثر انتشاراً وتفاعلاً؟ يجيبنا مصدر في القناة أنّه لطالما كانت «المنار» «جزءاً من معركة المقاومة أكان في حرب تموز أو حرب الجرود، وتتابع إعلامياً من «منظار الشراكة»». ورداً على سؤال عمَّ تغير بين الحربين، يؤكد المصدر عينه بأنّه «اليوم بتنا نشهد تطوراً في العمل الإعلامي ووسائل الإعلام، فأضحت إمكانية تظهير النصر أكبر، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي».
المتغير في وسائل الاتصال والتفاعل الجماهيري، بالتأكيد لا يحجب الروحية نفسها التي حضرت في تموز ٢٠٠٦ وفي آب ٢٠١٧، بارتقاء الشهداء. ومع اختلاف العدو بين «اسرائيل» والمنظمات التكفيرية، يبقى الثابت كما يردد هذا المصدر: «المدرسة عينها التي تتطور وتطور نفسها». والمقصود هنا «المنار»، بمعزل عن تغيّر الأشخاص داخلها.