بعد دخولها الكتابة الروائية مع باكورتها «الهاوية» (هاشيت-أنطوان 2016)، تخوض الصحافية زينب مرعي هذه المرة تجربة الفيلم الوثائقي. تدخل العاصمة الإيرانية طهران، لتتسلل الى أغوار الموسيقى الإيرانية التي لا يعرف كثيرون شيئاً عنها وعن هذا البلد.
«طهران Unlimited» (منتجة زينب مرعي- إخراج آرش رؤوف) شريط جديد ستطلقه مرعي بعد يومين على الحساب الخاص للفيلم الذي يحمل الإسم عينه على موقع «يوتيوب»، وتعرّف المشاهد من خلاله على حياة الشباب هناك، وتستصرح شرائح عمرية مختلفة حول الموسيقى الإيرانية، وأنواعها وما يستهوون منها، وتطل على أبرز الفرق الموسيقية الشبابية في طهران، لتستصرح آراءها بين الأمس واليوم، وتضيء على أبرز التحديات والمشاكل التي تواجهها.
إيران التي تعتبر «صندوقاً مقفلاً» كما جاء في الشريط، بالنسبة الى الغرب والعالم العربي على حد سواء، سيحاول الفيلم فتحه، وتفنيد القطاع الموسيقي هناك، بين المرخص لفنانيها من «وزارة الثقافة والإرشاد» الإيرانية التي تضع شروطاً قاسية نوعاً ما على الفنان أو الفرقة،وبين فرق «الأندرغراوند»،غير المرخصة والتي راجت أخيراً في العاصمة الإيرانية، وإنجذب إليها عدد كبير من الشباب.
يتوزع «طهران unlimited»، بين الشارع وإستصراح المارة حول أنواع الموسيقى المحببة إليهم، وبين عدد من الموسيقيين المنتمين الى مشارب مختلفة، من بينهم حميد رهنورد الملحن وقائد الأوركسترا موسيقى البوب منذ منتصف السبعينيات في إيران، الى جانب محمد رضا شجريان الذي ينتمي الى الغناء التقليدي.يذهب بنا الفيلم (26 د) الى عوالم هؤلاء، وصولاً الى طرح موضوع دمج الموسيقى التقليدية بالروك، ورواج حفلات الموسيقى الإلكترونية هناك. الى جانب هذا النوع من الموسيقى، يحضر فن الراب الذي يبدو أنه يتناسب مع اللغة الفارسية، ووصل الى مراتب عالمية، ويحضر اليوم بقوة في طهران، لقربه من «تفاصيل حياة الناس»، كما يقول أحد أعضاء فريق الراب المستصرح، بخلاف الروك الذي قد لا تتناسب معه اللغة الفارسية.
وبين الدخول الى صعوبات الإنتاج والتسويق لأعمالهم الموسيقية، يفتح الفيلم باب صناعة الفيديو كليب في طهران، وما يواجهه أيضاً من عوائق إنتاجية، إذ يضحي المخرج يشتغل في المونتاج والإضاءة وكل مستلزمات العمل الفني، وسط صعوبة بثه على قنوات تلفزيونية متخصصة والإكتفاء بنشره على المواقع الالكترونية.