في الوقت الذي يتضاءل فيه عدد الصفحات في الصحف اليومية (12 صفحة) لكل جريدة، أطلقت مجموعة «المكتب» أمس، جريدة إعلانية ضخمة على جدران «فندق سميراميس» وسط دمشق. أصحاب هذه الفكرة (العبقرية؟) يؤكدون بأنها «أكبر جريدة في العالم».
الأمر هنا يتعلّق بالحجم على غرار «أكبر طبق تبولة»، أو «أطول علم» ألخ، لكن التصريح بأنها «أكبر مساحة ثقافية ومعلوماتية في سورية والعالم»، يحتاج إلى وقفة. كأن ثقافة الغد التي يبشروننا بها هي حرب الإعلان وحسب. أثناء المرور بالمكان، وفي نظرةٍ عجلى، سننتبه إلى إعلان عن مزايا أحد البنوك الخاصة، وآخر عن «يانصيب معرض دمشق الدولي»، ومعلومات عن ساحة المرجة ومقاه ومطاعم. لا نعلم، هل خضعت هذه الجريدة لرقابة رئيس تحريرها، وهل كتب افتتاحيته بالملعقة أم بالشوكة؟ خطر ببالنا أن هذا القماش البلاستيك يكفي لصناعة عدة خيم لمتشردي الحدائق. أما المعلومات الثقافية التي تشبه قوالب الحلوى البائتة، فهي لا تعني أحداً لفرط استهلاكها في منابر أخرى. كنّا نطالب بصحف جديدة تعيد إلى دمشق ألقها القديم، وإذا بنا ننتهي إلى أكبر جريدة في العالم على الحيطان.
غداً، ربما سيدور الحوار على الشكل الآتي:
- هل قرأت ما كتبته في أكبر جريدة في العالم؟

- لم أنتبه!

- على يمين الإعلان عن مسحوق الغسيل، وتحت أحدث أنواع الموبايلات

- واضح أنه مقال مهم!