نجح المصريون منذ سنين في فرض أسمائهم داخل ملاعب إنكلترا، بعدما قادت مهارة بعضهم إلى خروجهم من كرة بلادهم والاحتراف في بلاد مهد كرة القدم. منذ سنين طويلة، بدأ اللاعبون المصريون يلفتون أنظار كشافي المواهب. وانتقل لاعب تلو آخر إلى هناك، حيث افتتح السلسلة إبراهيم سعيد موسم 2003/2004، بعدما انتقل من الأهلي إلى إفرتون على سبيل الإعارة مقابل مئة ألف جنيه إسترليني. لم تكن تجربته ناجحة هناك، إذ لم يشارك في أية مباراة رسمية مع الفريق، ليعود في نهاية الموسم إلى الأهلي مرة أخرى.
أول من أمس، عاد اسم المصريين إلى الظهور من جديد في الصحف الإنكليزية، بعدما حصد مدافع وست بروميتش ألبيون أحمد حجازي، جائزة أفضل لاعب في مباراة فريقه الودية ضد بورتون ألبيون. بعكس سعيد، نجح حجازي في أولى مبارياته مع فريقه الجديد في لفت النظر إليه، إذ أتم انتقاله من الأهلي أيضاً على سبيل الإعارة قبل نحو 10 أيام فقط. شارك في مباراتين وديتين بدايةً، ثم بقي لاعباً أساسياً بعدها. في هذه المباراة، تألق في الدفاع وأنقذ مرماه من ثلاث فرص خطيرة في الشوط الأول، قبل أن يقدم أداءً ثابتاً في الشوط الثاني.
برز لاعبون مصريون سابقاً مثل حجازي في إنكلترا، وتجارب أخرى كانت تشبه تجربة سعيد. محمد النني من الفئة الأولى التي لم تثبِّت جدارتها وحسب، حيث يكفي فقط أنه يلعب مع فريق صعب هو أرسنال الذي يدخل ضمن معادلات الصراع على اللقب في الـ «بريميير ليغ».

بين المصريين
مَن تألق، ومنهم
من عاد إلى بلاده
من الباب الضيق

ليس وحده النني من طينة اللاعبين الذين نجحوا وما زالوا في إنكلترا. ففي إنكلترا الآن مصري آخر هو رمضان صبحي، الذي تمكن من إثبات وجوده في الموسم الماضي مع ستوك سيتي بعد أن التحق به قادماً من الأهلي.
الأهم والجديد الآن هو محمد صلاح، النجم المصري الأول الذي ما زال يحفر اسمه في سجلات البطولات الأوروبية كمهاجم وصل إلى احتراف أبرز المهاجمين الأوروبيين أو اللاتينيين. هذا الموسم حسم ليفربول صفقة تعاقده مع صلاح من روما الإيطالي، ليلعب تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب لمدة خمسة أعوام. ليست هذه التجربة الأولى لصلاح في الدوري الإنكليزي، إذ سبق أن لعب في تشلسي عام 2014. اتصفت تجربته وقتها مع الـ «بلوز» وتحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو في الفشل، لعدم أخذه فرصته هناك، ولعب في 9 مباريات بالدوري: سجل هدفين وصنع هدفين. ما أعاد مجده هو انتقاله سريعاً إلى روما وبروزه هناك من جديد. هذا الموسم في إنكلترا، ليس كسابقه. يظهر من المباريات الودية التي يقيمها الـ «ريدز» حالياً أن صلاح في حالة انسجام تام مع الفريق والمدرب، على صعيد صناعة الأهداف والتسجيل.
بين صلاح وسعيد، مرّ مصريون على الدوري الإنكليزي، منهم من حصد التألق، ومنهم من عاد إلى بلاده من الباب الضيق دون أن يستفيد من فرصة العمر.
أحمد حسام «ميدو» لاعب الزمالك لعب مع توتنهام 3 مواسم، وشارك في 9 مباريات ليسجل هدفين. ثم في الموسم الذي تلاه شارك في 27 مباراة، وسجل 11 هدفاً. أما في الموسم الأخير 2006/2007، فلعب في 12 مباراة، وسجل هدفاً وحيداً. بعدها انتقل إلى ميدلسبره، ومن هناك إلى ويغان، وبعدها انتهى مشواره في وست هام يونايتد هام 2010.
عمرو زكي أيضاً كان هناك مع ويغان أتليتك، أولاً على سبيل الإعارة من الزمالك في موسم 2008-2009، حيث برز في صفوفه وسجل أهدافاً رائعة وصل عددها إلى 13، ثم أعير إلى هال سيتي في الموسم التالي قبل أن يعود إلى مصر.
أما أحمد المحمدي، فسطع اسمه في سندرلاند. تألق وسجل اسمه كأول مصري في التاريخ يلعب 100 مباراة في الدوري الإنكليزي، لينتقل بعدها إلى هال سيتي أيضاً. بينما تجربة حسام غالي، كانت قصيرة جداً موسم 2006-2007 مع توتنهام. وهذه التجربة القصيرة كانت لعدم احترافيته بعدما استبدله مدربه الهولندي مارتن يول في إحدى المباريات، ليُلقي بقميصه على الأرض، ما أدى إلى ضجة داخل أسوار النادي وخارجه، ويرحل بعدها بفترة قصيرة.
اللاعبان الآخران هم محمد شوقي الذي لعب لميدلسبره، وأحمد فتحي مع شيفلد يونايتد.
هذا حال المصريين في إنكلترا، منهم من تألق، وآخرون لم ينجحوا حتى في فرض اسمهم كلاعبين أساسيين. الرعيل الأخير مثل صلاح والنني وصبحي يبدو أفضل حالاً من الرعيل الأول، باستثناء «ميدو»، وهذا ما يبشّر بالخير بالنسبة إلى المنتخب المصري في المستقبل القريب.




صلاح الأغلى عربياً وأفريقياً

لم تكن عودة المصري محمد صلاح إلى إنكلترا مع ليفربول عادية، إذ أصبح أغلى لاعب عربي وأفريقي، بانتقاله في صفقة بلغت 45 مليون يورو، متخطياً عربياً لاعب ليستر سيتي الجزائري إسلام سليماني (الصورة) الذي تعاقد مع فريقه مقابل 30 مليون يورو.
أما لاعب يوفنتوس الإيطالي المغربي مهدي بن عطية فكان قد انتقل إلى بايرن بـ 30 مليون يورو.
وتلا هؤلاء الثلاثة التونسي أيمن عبد النور بـ 22 مليون يورو بعد انتقاله من موناكو الفرنسي إلى فالنسيا الإسباني.
أما على الصعيد الأفريقي، فتصدر صلاح القائمة أيضاً متفوقاً على زميله في ليفربول السنغالي ساديو ماني الذي كلف 40 مليون يورو.
وجاء العاجي إريك بايلي ثالثاً في صفقة انتقاله من فياريال الى مانشستر يونايتد بـ 34 مليون يورو.