فوجئ الوسط الثقافي في دمشق بقرار إعفاء حمود الموسى من عمله، وفك ارتباطه بمديرية ثقافة دمشق. لا يحمل القرار توقيع وزير الثقافة محمد الأحمد، إنّما بأمر حزبي غامض وبذرائع واهية. على الأرجح أتى هذا القرار، وفقاً لأحد العاملين في وزارة الثقافة، تصفيةً لحسابات شخصية على خلفية مشاركة أحد النقّاد (المشبوهين؟) في ندوة، أقامتها مديرية الثقافة منذ أشهر، تكريماً لاسم الشاعر الراحل بدوي الجبل.
المفارقة أنّ الناقد المتهم هو أستاذ جامعي، وبعثي، وعضو في اتحاد الكتاب العرب (!).
من جهته، رفض حمود الموسى التعليق على (الحادثة) مكتفياً بتضامن الوسط الثقافي معه، نظراً لحضوره الحيوي كمنشّط ثقافي بارز، لطالما أثبت وجوده الفعّال، منذ أن كان مديراً للمركز الثقافي في مدينة الرقة المنكوبة اليوم، ذلك أن المهرجانات الأدبية والملتقيات الفنيّة التي أشرف على اقامتها حينذاك، وضعت المدينة الفراتية على الخريطة الثقافية العربية، بمشاركة عشرات المثقفين العرب البارزين. أراد حمود الموسى أن يستثمر خبرته النوعية في الرقة، بإقامة «ملتقيات دمشق الثقافية» التي استقطبت جمهوراً نوعياً، بعد جفافٍ طويل شهدته قاعات المراكز الثقافية في دمشق، وذلك عبر عناوين لافتة في تكريم تجارب بدوي الجبل، ومحمد الماغوط، وشوقي بغدادي، ورياض الصالح الحسين، وسهيل عرفة، وآخرين، بالإضافة إلى ندوات فكرية وموسيقية.
الخطأ الفادح الذي ارتكبه حمود الموسى، هو محاولته نفض الغبار عن القاعات الخاوية، وتحريك الهواء الراكد في الثقافة السورية، فكان عليه أن ينال عقاباً يليق بحيويته!