لا يمكن أبداً الفصل بين الانتخابات الاتحادية المقبلة والموسم الكروي المقبل. كذلك لا يمكن عدم التوقف عند جمهور كرة القدم الذي بدا ازدياد عدده أوضح في الموسمين الأخيرين، وبدا تأثير رأيه جليّاً عند الاتحاد والأندية والإعلام على حدٍّ سواء.
فالرأي العام الكروي لم يعد مجرد شريحة متابعة لا أكثر، بل بات له حضور قوي بحكم ارتفاع مستوى الثقافة الكروية لدى قسم غير بسيط منه. لذا، أصبح سؤال الجمهور والتواصل معه والوقوف عند رأيه أمراً أساسياً.
من هنا، كان لـ «الأخبار» استطلاع للرأي في مناسبات كروية جرت أخيراً، وفي ميادين تشهد استعدادات الموسم الجديد، حيث كان بالإمكان أخذ عيّنة من أشخاص بدوا أنهم لم يفوّتوا أي تفصيل يخصّ المرحلة الماضية وتلك الحالية ونظيرتها المرتقبة. وهذه الخطوة معتمدة عالمياً في البلدان المتقدّمة كروياً عند كل حدث مرتقب أو مناسبة خاصة أو قضية معيّنة...
اسئلة مختلفة، لكن تصبّ في نفس الإطار، طُرحت على الذين شملهم الاستطلاع، ولعل أبرزها عن توقعاتهم للولاية الاتحادية الجديدة، وعن نظرتهم للموسم الجديد من زوايا مختلفة.
في الشق الأول، بدا لافتاً أنّ الانتخابات الخاصة باتحاد الفوتبول باتت قضية رأي عام بامتياز، ويهتم الجمهور بمتابعتها بكل تفاصيلها، سائلاً عن أسماء المرشحين، ومفضّلاً هذا المرشح أو ذاك. أما السبب، فهو برأي الأكثرية الساحقة كالمثل الذي ردده العديد منهم «المكتوب يُقرأ من عنوانه».

أصبح الرأي العام الكروي شاهداً وحاكماً ومحاسباً


68% من الذين سئلوا عن موضوع الانتخابات تمنوا لو أن تغييراً شاملاً حصل على صعيد اللجنة التنفيذية، بينما أيّد 81% منهم بقاء المهندس هاشم حيدر رئيساً للاتحاد اللبناني. أما السبب، فقد أشاروا إليه «بأن «السيّد» هو الأساس في نقل اللعبة إلى مرحلة أفضل، عبر اهتمامه الشخصي بكافة الملفات الحساسة، وعلى رأسها الملفات الفنية الخاصة بالمنتخبات، وتلك التي تعزّز حضور لبنان قارياً وعالمياً (المنصب الآسيوي الخاص برئيس الاتحاد)، وصولاً إلى الملفات الإعلامية».
وعي الجمهور اللبناني بدا واضحاً من خلال إجاباته عن الأسئلة التي تخص هذا الملف، إذ رأى 73% منه أن شيئاً لن يتغيّر في الولاية الاتحادية الجديدة «على اعتبار أن شخصاً واحداً لا يستطيع أن يطوّر اللعبة من دون التعاون التام من الجميع ودون استثناء. كذلك، إن تغيير اسمين لا أكثر لن يبدّل من الصورة العامة». لذا، فقد رأوا أن التغيير يفترض أن يكون شاملاً.
أما في ما خصّ الشق الثاني، فقد وصلت نسبة المتوقعين لدوري أكثر إثارة ومنافسة مقارنة بالموسم الماضي إلى 91%، حيث شدّدت الأكثرية على أن النشاط الذي يقوم به كلٌّ من العهد والأنصار والنجمة على وجه الخصوص في ساحة الانتقالات، يعكس صورة مبكرة عن شكل المنافسة، حيث رجّحت نسبة 58% احتفاظ العهد بلقبه أمام الأنصار والنجمة اللذين حصل كلٌ منهما على نسبة 21%.
في المقابل، بدا 77% من الذين جرى استفتاؤهم بخصوص المشاركات الخارجية للأندية والمنتخب الوطني، مقتنعين بأن العهد لن يعبر دور المجموعات في بطولة الأندية العربية، لكن نسبة بلغت 83% رجّحت وصول العهد، أقله إلى الدور ربع النهائي في كأس الاتحاد الآسيوي، بينما حصل الأنصار على 64% في هذا المجال.
كذلك رشح 58% من المستفتين العهد لإحراز لقب كأس النخبة، لكونه بدأ تحضيراته قبل الجميع، إضافة إلى خوضه مباريات جدية في البطولة العربية. وأعطت نسبة 50% الراسينغ، ومثلها طرابلس أفضلية الفوز بلقب كأس التحدي، حيث انطلق أصحاب هذه الرؤية من التأثير المرتقب للمدربين رضا عنتر و«عرابه الروحي» الألماني ثيو بوكير على التوالي في الفريقين المذكورين، وهما اللذان يرى فيهما الكثيرون أبناءً للمدرسة الألمانية من حيث التعامل مع اللاعبين وإخراج أفضل ما عندهم.
وبدت الثقة كبيرة بالمنتخب، حيث وصلت نسبة المقتنعين بإمكانية تأهله إلى نهائيات كأس آسيا 2019 في الإمارات إلى 89%، بينما حصل المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش على نسبة 72% من المؤيدين لبقائه على رأس الجهاز الفني للمنتخب، ما يعكس ازدياد الثقة بالمنتخب ومدربه عقب النتائج المقبولة التي حققها أخيراً.
أما بالنسبة إلى القسم الآخر من جدول الدوري، فقد وجد 76% أن الصراع على الهبوط سينحصر بين ثلاثة أندية، هي الإصلاح برج الشمالي والوافد الجديد الآخر إلى دوري الأضواء، الشباب العربي، إضافة إلى التضامن صور والنبي شيت.
ومهما كانت التوقعات، فإن مرحلة مثيرة تنتظر كرة القدم اللبنانية تحمّل القيّمين عليها مسؤولية كبيرة لمحو مآسي الموسم الماضي الذي عُدّ الأسوأ على الإطلاق من كل الجوانب، وتحمّل الأندية والإعلام أيضاً مسؤولية أكبر، لكون الأولى هي الصورة، والثاني هو من يُظهّرها إلى رأي عام سيكون شاهداً وحاكماً ومحاسباً في آنٍ واحد.