لم ينجح الشاعر والصحافي المصري أسامة عفيفي (63 عاماً ــ الصورة) في مواصلة صموده أمام هجمات المرض اللعين ليغادر عالمنا صباح البارحة في منطقة الجيزة المصرية. وقد عكست بيانات التعزية أو عبارات الحزن التي حملتها وسائل التواصل الاجتماعي نبرة واحدة جامعة تشير نحو الدور الذي فعله عفيفي في التأسيس لصحافة ثقافية مستقلة منذ بداية عمله في القسم الثقافي لجريدة «الاسبوع» القاهرية ووصولاً إلى رئاسة تحريره لمجلة «المجلة».
كما لم ينجح هذا الشاعر في إصدار ديوان شعري واحد خلال حياته. هي إشارة لحالة الابتعاد التامة عن استخدام علاقاته أو المنصة الثقافية التي يُشرف عليها من أجل الترويج لنفسه.
من هنا يمكن النظر إلى حالة النزاهة التي كان عفيفي يُدير بها صفحاته الثقافية، وتمرير تلك الفكرة للأجيال الأدبية الجديدة التي تدّربت على يديه دون إصرار منه على فرض صورة الأب عليها. وكما يقول بعض من اشتغلوا معه: لقد كان يأخذ من الجميع ولا يرفض فكرة ويطرحها على طاولة نقاش ولا يتردد في الاعتراف بعدم صواب فكرة شخصية طرحها والتنازل لفكرة شابّة طرحها أحد تلاميذه.
إلى ذلك، أخذه فكرة التحرير الصحافي الثقافي لمنطقة الانفتاح على مساحات مختلفة ومغايرة لم تكن مطروحة في فضاء العمل الصحافي المصري على كثرة المساحات الثقافية. إنها مجال القراءات التشكيلية ودفع الأقلام الشابة للاهتمام بها. وفي هذا يقول الصحافي سيد محمود: «الاستاذ اسامة عفيفي كان قيمة كبيرة بالنسبة لُي. واتعلمت منه الكثير ، وهو اول واحد لفت نظري لحاجة المحرر الثقافي لمعرفة بالفن التشكيلي، واذكر انه قاد مرة معركة الكترونية ضد عمل تشكيلي لانه كان بيكتب من منظور قومي هوياتي، وانا كتبت عكس وجهة نظره تماماً رغم انه هو اللي علمني ولما قرأ مقالي عزمني على شاي على القهوة وقاللي «انا فرحان بيك علشان أقنعتني اني غلط». لم يكن ذلك الا درساَ من دروسه بالغة الانسانية والرهافة».