كما هي الحال في جميع دول العالم، بدأ هواة الـ «ستاند آب كوميدي» على الـ «سوشال ميديا» في سوريا يتسللون إلى شاشة التلفزيون، والبداية كانت مع قناة «سما» السورية الخاصة. اختارت الأخيرة التعاون مع كوميدي اليوتيوب السوري محمود الحمش (الصورة)، وعرضت الحلقة الأولى من برنامجه «شو الكتالوك».
وما أن انتهى عرض الحلقة حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بآلاف التعليقات والانتقادات والشتائم التي اتهمت القناة بـ «الطائفية والإرهاب»، وطالبتها بالاعتذار من الجمهور وإيقاف البرنامج على الفور. وانتشرت هاشتاغات هاجمت مقدم البرنامج شخصياً، وقالت إنه «مستفز»، ويحاول إثارة «النعرات الطائفية» في المجتمع السوري.
مصادر في قناة «سما» قالت لـ «الأخبار» إنّ البرنامج لن يتوقف، وأنها سوف تبث الحلقة الثانية يوم الخميس القادم في الموعد ذاته. وأوضحت أن القناة أعادت نشر الحلقة الأولى بعدما حذفت بعض العبارات التي رأى الجمهور أنها مسيئة.
وتضمنت الحلقة التي حصدت مئات الآلاف من المشاهدات، انتقادات لفساد المسؤولين وأعضاء مجلس الشعب السوري، وتناولت بطريقة ساخرة مظاهر التشبيح ومواكب المسؤولين والسيارات «المفيّمة»، وظاهرة السلاح المتفلت في الشوارع.
ويقول مقدم البرنامج محمود الحمش إنّه يحاول مخاطبة المواطن البسيط والتكلم بلسانه، وفكرة برنامجه على اليوتيوب «باقي ويتدحكل» هي رسم ابتسامة على وجه الشعب الذي يعيش حرباً لا مثيل لها منذ سبع سنوات، ويرى الحمش أنه نجح في إيصال فكرته بدليل عدد المشاهدات التي حصدها وقد تجاوزت عشرات الملايين.
مدير الأخبار في قناة «سما» حسام حسن جزم بأن نسبة كبيرة من المنتقدين لم يشاهدوا الحلقة، ورغم ذلك أمعنوا في السباب والشتائم والقدح والذم، وبالتالي «هؤلاء لا يستحقون الاعتذار». ونفى حسن تهمة الطائفية عن القناة، مؤكداً عدم الإساءة إلى أي مكون من مكونات الشعب السوري، منتقداً الانتقائية لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين ركزوا على استخدام لهجة الساحل. وأضاف أن إحدى الإيجابيات التي لم ينتبه إليها هؤلاء هي الجرأة في الطرح، وهي «سابقة في تاريخ الإعلام السوري».
اجتهدت قناة «سما» وربما أخطأت، ويبدو أن السبب هو الاختلاف الجوهري بين طريقة عمل البرامج التلفزيونية التقليدية، وصناعة برامج اليوتيوب التي تحتمل الكثير من العفوية والتلقائية.