يترقب جمهور كرة القدم عادةً تقديم هذا النجم أو ذاك لمعرفة رقم القميص الذي سيرتديه مع فريقه الجديد، في وقتٍ يشترط فيه لاعبون كثر الحصول على هذا الرقم أو ذاك، حيث يتفاءلون عادةً بأرقام جلبت لهم النجاح في إحدى محطات مسيرتهم الكروية، أو لمجرد أنها تعكس صورةً أفضل لهم على غرار الرقم 10 الذي التصق بالعديد من أبرز نجوم اللعبة عبر التاريخ، أمثال البرازيلي بيليه والأرجنتينيين دييغو ارماندو مارادونا وليونيل ميسي.
إذاً هي مسألة "بريستيج" في مكانٍ ما، لكنها بالدرجة الأولى مسألة تفاؤل أو تشاؤم، وخصوصاً بعدما أثبتت حالات عدة أن أرقاماً أصبحت بمثابة النحس في أندية محددة، حيث فشل لاعبون كثر بعد ارتدائها، والأمثلة كثيرة على هذا الأمر.
البداية من ريال مدريد، كون الانشغال كان كبيراً في الايام الأخيرة حول هوية اللاعب الذي سيرتدي القميص الرقم 10 خلفاً للكولومبي خاميس رودريغيز المنتقل إلى بايرن ميونيخ الألماني. هذا القميص الذي قيل إن آخر من ارتداه وتألق رمى بلعنة عليه عند رحيله عن النادي الإسباني. والمقصود هنا هو البرتغالي لويس فيغو حيث لم ينجح أي لاعب ارتدى الرقم 10 خلفاً له في الأعوام الـ 12 الأخيرة في تأكيد حضوره القوي مع "الميرينغيز"، أو حتى أن مشواره كان قصيراً جداً معه.
ويمكن ذكر أسماء عدة في هذا الإطار، على غرار البرازيلي روبينيو، الهولندي ويسلي سنايدر، الألماني مسعود أوزيل، الفرنسي لاسانا ديارا، وطبعاً خاميس.
وبالحديث عن الأخير لا يمكن التغاضي عن فكرة أنه سيرتدي قميصاً ملعوناً آخر، إذ مُنح الرقم 11 مع الفريق البافاري، وهو الرقم الذي حمله لاعبون قدموا بهالة كبيرة ثم خرجوا بخفي حنين من "أليانز أرينا"، وكان آخرهم البرازيلي دوغلاس كوستا، والسويسري شيردان شاكيري، اللذان رُشحا لخلافة نجم الفريق الهولندي أريين روبن، لكنهما عرفا المصير نفسه الذي عاشه من سبقهما إلى حمل هذا الرقم، أي الكرواتي إيفيكا أوليتش ولوكاس بودولسكي، اللذان عجزا أيضاً عن التألق بالقميص الذي لمع قبلها مع البرازيلي زي روبرتو والقائد شتيفان إيفنبرغ.
أيضاً على خط الانتقالات الحاصلة هذا الصيف، لا شك في أن جماهير آرسنال الإنكليزي ستقلق على مستقبل الوافد الجديد الفرنسي الكسندر لاكازيت، بعدما اختار القميص الرقم 9 الذي صُنّف في خانة الأرقام الملعونة أيضاً. لائحة طويلة من اللاعبين الذين حصدوا الفشل ولا شيء سواه عند ارتدائهم هذا القميص، وكان آخرهم في الموسم الماضي الإسباني لوكاس بيريز، وقبله بودولسكي نفسه، والإسباني الآخر خوسيه انطونيو رييس، والبرازيلي جوليو باتيستا، والكوري الجنوبي بارك تشو - يونغ وفرانسيس جيفرز والكرواتي (البرازيلي المولد) ادواردو ومواطنه دافور سوكر، ليبقى جمهور "الغانرز" يحلم برقم 9 على صورة الفرنسي نيكولا أنيلكا الذي وصل يافعاً ورسّخ اسمه على هذا القميص.
لعنة الرقم 9 الذي لُصق دائماً بالهدافين، تبدو وكأنها منتشرة في العاصمة الإنكليزية لندن، إذ ليس بعيداً من "ستاد الإمارات"، بات كل لاعب يحمل هذا الرقم في تشلسي معرّضاً لمواجهة المآسي. هناك في "ستامفورد بريدج" يحكي الكل عن مقارنة بين أحد أشهر الهدافين الإنكليز المتألقين بالقميص الرقم 9 وهو ألن شيرر (مع بلاكبيرن روفرز ونيوكاسل) الذي سجل 260 هدفاً في 441 مباراة لعبها في "البريميير ليغ"، وبين كل من تعاقب على ارتداء نفس الرقم في تشلسي منذ عام 1993. 11 لاعباً كلّفوا "البلوز" 110.5 مليون جنيه استرليني، لكنهم سجلوا 150 هدفاً فقط في 485 مباراة ضمن الدوري الممتاز!

أثبتت حالات عدة
أن أرقاماً أصبحت بمثابة
النحس على النجوم

وتطول لائحة "الملعونين" بالرقم 9 في تشلسي، وأشهرهم طبعاً الإسباني فرنادو توريس والكولومبي راداميل فالكاو...
هذا الرقم الذي اعتُبر يوماً سلاحاً فتاكاً في ليفربول مع الويلزي إيان راش وبعده روبي فاولر أصبح همّاً في العصر الحديث، لذا يعتبر البرازيلي روبرتو فيرمينو شجاعاً جداً للقبول بحمله بدلاً من الرقم 11 الذي تركه للمصري محمد صلاح، فالرقم 9 دمّر مشوار الكثير من اللاعبين مع "الحمر"، بعدما وصلوا إلى "أنفيلد رود" بآمالٍ كبيرة، أمثال اندي كارول، الإسباني ياغو أسباس، ريكي لامبرت، والبلجيكي كريستيان بنتيكي.
ومثل فيرمينو، يمكن الكلام عن مواطنه غابريال جيسوس الذي ارتدى رقماً منحوساً مع وصوله إلى مانشستر سيتي وهو الرقم 33، الذي قضى على تعاقدات كانت واعدة مثل مايكل جونسون والصربي ماتيا ناستاسيتش، دون ذكر فاولر طبعاً. صحيح أن جيسوس تألق سريعاً بالرقم الذي كان فأل خير عليه مع بالميراس، لكن لا يمكن إسقاط لعنة قميصه حيث تعرّض لإصابة قوية أبعدته عن الملاعب المتوقّع أن يعود إليها برقمٍ جديد في الموسم المقبل لينفض عنه ذاك النحس المشؤوم.