فرق كبير بين أن يتابع الصحافي سهرة مباشرة من قلب الحدث، وبين مشاهدته لها على الشاشة. فعلى الأخيرة، يبدو كل شيء على ما يرام وبأحسن حالاته، لكن في الواقع نُفاجأ بـ «النهفات» التي تشكّل مادة دسمة.
أمس الأحد، كان الموعد مع النسخة الثامنة من سهرة «بياف» التي نقلت على سبع شاشات لبنانية (الجديد والمستقبل) وخليجية («روتانا» وتوابعها) و«أون» المصرية. فبعد أن كان الخلاف بين قناة الحريري وقناة تحسين خياط في أوجه، استطاعت السهرة التكريمية أن تجمع بينهما لنقل حدث واحد. جاء ذلك إثر قرار «بياف» تكريم الراحل رفيق الحريري. لم يعد لون تلك السجادة أحمراً، بل طُبعت عليها مجموعة ألوان نقشها الضيوف بأقدامهم. في «بياف»، تحوّل الموعد من تكريمي إلى عرض للأزياء بطلته الإعلاميات. كل فنانة وقفت أمام الكاميرا مع ابتسامتها الهوليوودية، ووجهت تحيّة لخبير التجميل الذي اهتم بملامحها، ومصمّم الأزياء الذي ارتدت من تصاميمه، ولم تنس أن تشكر الـ «فانز» طبعاً. بقيت ديما صادق (الصورة) أكثر من نصف ساعة على السجادة الحمراء تفرش فستانها الأزرق أمام الكاميرات... تنقلت يميناً ويساراً لعلّها تحصل على صورة «سكسي» تنشرها على حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي. تطلب من المصوّر أن يلتقط لها صورة، ثم تلتفت يميناً لتفاجأ بصديق لها فتطلب منه الأمر نفسه. ومن شدّة تنقّلها على السجادة، تمزّق سحّاب ثوبها، فلم يشفع لها اللون الأزرق!

أما بالنسبة إلى بولا يعقوبيان، فقد عرّفت عنها ريما نجيم مقدّمة السهرة بأنها «كبيرة الاعلاميات». أقيمت «بياف» على خليج الزيتونة (واجهة بيروت البحرية)، لكن الرطوبة المرتفعة لم تلطّف أجواء الحضور، بل زادت الطين بلّة. من مصر، حضرت ليلى علوي، ومن سوريا عابد فهد وزوجته زينة يازجي التي أجرت تعديلات على شكلها الخارجي بشكل غير موفّق. أما من تركيا، فقد غمرت السعادة وجه نور فتاح وغلو التي كرّما في بيروت لا في بلدها حيث تعتبر ممثلة صفّ ثان. من باكستان، حضرت ماهيرا خان، ومن بيروت نوال الزغبي ونيكول سابا. كما فوجئ الحضور بوجود السيناريست المصري وحيد حامد الذي حضر الحفلة خفيف الظلّ ومن دون ضجّة. كوكتيل نجمات إجتمعن من كل حدب وصوب، تجهزّن بكامل أناقتهن من أجل دقائق على المسرح لا تتخطى أصابع اليد الواحدة. ثم تعود كل واحدة منهن إلى منزلها فتغرق في مهمة إزالة المكياج والرموش الاصطناعية. لم تكن «بياف» سهرة موفقة، حتى أن القائمين عليها سجّلوا اعتراضهم معتبرين أنهم «يصارعون الوضع السياسي الصعب». المستفيدة الوحيدة من تلك الحفلة هي صفحة «عديلة» الساخرة على السوشال ميديا التي أتى الحضور على ذكرها مرّتين على المسرح.