لم يسبق أن حصل الممثل والمخرج مهند قطيش على فرصة لائقة تخوّله الانتقال بعربة شغله من التمثيل إلى الإخراج. أنجز قبل أعوام مسلسل «رومانتيكا» (تأليف شادي دويعر)، لكن المسلسل لم يحظ بفرصة تسويق جيّدة. كما أنه مرّ بهدوء من دون أن ينتبه له أحد على المستويين النقدي والجماهيري. هذا العام، حارب قطيش لينتزع لنفسه مكانة يستحقّها.
هكذا، كتب مع حسن مصطفى نصّ «هواجس عابرة» وتولى إخراجه من دون أن يتمكّن من إنهاء العمليات الفنية وتوزيعه في رمضان، لأنه ببساطة وقع في مأزق الرياء الإنتاجي بعدما إكتشف بأنّ منتجه لا يملك الكتلة المالية الكافية لإنجاز العمل، إلى جانب تخلّي شركات أخرى كانت قد وعدته بالدخول شريكة في مشروعه الكوميدي. لكن الجميع تخلّى عنه ليجد نفسه مضطراً لبيع ممتلكاته الشخصية والاستدانة من أقربائه لإتمام مسلسله. وقف زملاؤه الممثلون (كاريس بشار وأحمد الأحمد وفادي صبيح وخالد القيش وريم زينو) موقفاً مشرّفاً أبدوا فيه الاستعداد للتعاون الكامل مع زميلهم كونهم يتمنّون أن يرى العمل النور، باعتبار أنه يقدم غالبيتهم بطريقة جديدة.
طبعاً أنهى «عبود الكازية» (نسبة لدوره في «الخربة») التصوير قبل رمضان بأيّام قليلة، وحتى الآن لم يستطع تجهيز حوالي نصف حلقاته، لكنه بدأ بمفرده التواصل مع المحطات العربية لتسويق بضاعته. وقد هيّئ لـ «الأخبار» أن تحضر منفردة شارة المسلسل التي يراهن قطيش عليها إضافة إلى البرومو الترويجي. بالفعل يقدّم نجم «أبناء القهر» شارة تحمل كل مقوّمات الجدّة والجذب بطريقة لم يسبق للدراما العربية أن قدّمت مثيلاً لها. كأنّ قطيش يقول بأن المقترح البصري ولعبة الشّد الجماهيري يبدآان منذ اندلاع الشارة على الشاشة. يقدّم «هواجس عابرة» في شارته دويتو غنائياً على طريقة فيديو كليب، يجمع النجمين كاريس بشار وأحمد الأحمد. كذلك يظهر فادي صبيح وخالد القيش وبقية نجوم العمل بمجموعة لقطات. الملفت بأنّ بشار والأحمد يوصلان لمشاهدهما إحساس المغنيين من خلال حركات جسد، وردّات فعل الوجه والسلطنة كأنهما يعيشان نشوة نجومية الغناء. ويبدو صوت زينة أفتيموس التي تؤدي أغنية الشارة كأنه انعكاس فعلي لأداء نجمة «غداً نلتقي».