قد يستغرق الأمر 24 ساعة أو بضعة أيامٍ، ولكن في المحصلة سيحدث الموت. هذه النهاية التي لا مفرّ منها هي نتيجة طبيعية لحالة الغرق الجاف. غالباً، ما يكون المعرضون لهذه الحالة هم الأطفال الذين لا طاقة لهم على فهم ما الذي يجري.
في الآونة الأخيرة، سقط طفل ضحية لهذه الحالة المرضية. توقف عداد عمره في الرابعة. مات بعد أربع وعشرين ساعة من خروجه من حوض السباحة. أما السبب؟ فهو ابتلاعه لكمية من المياه عن طريق الخطأ. وفي هذه الحالة، لا يكون الابتلاع عن طريق الفم، وإنما عن طريق الأنف، حيث يستنشق الطفل المياه، خلال الغطس، والتي تستقرّ مباشرة في الرئتين. بعد استقرار المياه هناك لأكثر من 24 ساعة، يحدث ما يسمى بالغرق الثانوي. وهو المصطلح هو الذي أطلقه دانيل فيشر، نائب رئيس طب الأطفال في مركز بروفيدانس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا في كاليفورنيا. وبحسب فيشر، يُسبب الغرق الجاف تشنجاً في الأحبال الصوتية للطفل. أما أبرز العوارض، فهي السعال نتيجة تهيّج الرئتين التي تفرز سوائل ونتيجة لذلك يغرق الطفل فعلاً في الفراش، إضافة إلى السعال المتكرر والتقيؤ وصعوبة في التنفس أو التحرك المفرط عند النوم. يضاف إلى ذلك، النعاس الشديد والألم الحاد في الصدر والتعرق المفرط للجلد أو تغييرات في لون البشرة إلى الأزرق / الرمادي، ما يشير إلى نقص الأوكسجين في الدمّ.
فإذا لوحظ على الطفل مثل هذه العلامات، فلا يجب التهاون بالأمر ويجب أخذه إلى أقرب مركز صحي، حيث يجرى تصوير منطقة الصدر بالأشعة السينية ورصد علامات ضيق التنفس.
أما كيفية الوقاية من هذه الحالة، يؤكد الدكتور فيشر أن إبقاء الطفل تحت النظر هو أمر كافٍ لحمايته، وبأنّ أغلب الحوادث التي شهدها من هذا النوع كانت لأطفال لم يراقبوا جيداً من قبل أهاليهم، ولهذا، هناك بعض النصائح الإضافية لإبقاء الصغار آمنين:
تعلم مهارات إنقاذ الحياة: يجب على أي شخص موجود ضمن تجمع مائي، أن يتعلم أساسيات السباحة بما فيها العوم، والحركة في الماء، كما ينصح الخبراء الجميع بتعلم آلية الإنعاش.
ـ تسييج منطقة المسابح: يجب إبقاء الأطفال بعيدين عن المسابح المنزلية في الأوقات التي لا يجدر بهم الوجود فيها، وذلك عن طريق إحاطتها بسياج.
ـ سترات النجاة: يجب على الأطفال ارتداء هذا النوع من السترات في المناطق المائية الطبيعية، حتى لو كانوا يعرفون السباحة، كما أنها ضرورية للسباحين الجدد في المسابح.
ـ إبقاء الأطفال تحت المراقبة: يحدث الغرق أحياناً فجأة، أو دون إصدار ضجة، لذا فيجب على الأهل تجنب الأنشطة التي تشتت انتباههم عن أطفالهم في المناطق المائية، أو بالقرب منها.