السيّدات والسّادة، الـ DJs اللبنانيون المشاركون في مهرجان Tomorrowland Pablo Abouzeid, Fady Ferraye, MaDjam, Mass تحية طيبة وبعد،
إيماناً منا بدور الموسيقى الخطير في تخطّي الحدود باتجاه الانفتاح على قيم الحقّ والحرية والتحرر؛
وتأكيداً منّا لدور موسيقيّي لبنان في إبراز الهويّة الثقافيّة لبلادنا؛
فإننا نتوجّه إليكم، باسم حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان، بهذه الرسالة المفتوحة، نناشدكم فيها مقاطعةَ مهرجان Tomorrowland الذي يأخذ منحى تطبيعيّاً واضحاً هذه السنة.

فقد جاء على موقع Tomorrowland بالإنكليزيّة، تعريفاً بالمهرجان وترويجاً له، ما يأتي:
«كونوا جزءاً من السِّحْر. اتّحدوا مع أرض الغد Tomorrowland يا شعوبَ الغد، استعدّوا للاتحاد مع أرض الغد. السبت، 29 تمّوز، سيحصل اتحادٌ سحريّ مع: دبيّ ـ ألمانيا ـ إسبانيا ـ لبنان ـ تايوان ـ مالطا ـ كوريا الجنوبيّة ـ وإسرائيل».
هذا المهرجان، إذن، يجمع، في إطار فنيّ احتفاليّ، بلدَنا لبنانَ وكيانَ العدو الإسرائيليّ. صحيح أنّ متعهّدي هذا النشاط في جبيل (لبنان) قالوا إنهم قد قاموا بإجراءات تراعي قانونَ مقاطعة إسرائيل، الصادر سنة 1955، غير أنّنا نعتبر هذه الإجراءات تحايلاً على القانون، بل هي تعزّز شبهة التطبيع التي تعتري المهرجانَ بدلاً من أن تنفيها.
بديهي أنّنا، في حملة المقاطعة، نُقِرّ بما للمهرجانات ذاتِ الطابع العالميّ من أهمية في التعريف بإبداعاتنا الموسيقية اللبنانية، ونشرِها في العالم، ومدِّها بأسباب الدعم المعنويّ والماديّ. ولكننا نرفض رفضاً قاطعاً أن يكون الثمن الذي ندفعه جميعاً هو معاملة الكيان الإسرائيلي معاملةَ سائر الدول الشرعيّة، بما يتنافى والوعيَ المحليّ والعالميّ المُتزايد بعدوانيّة هذا الكيان وعنصريّته، ولاسيما في أوساط الفنانين العالميين.
وهنا لا بد من التذكير بأنّ فرقة «مشروع ليلى» رفضتْ أن تقدّم حفلة Red Hot Chili Peppers عام 2012 في بيروت، بعد دعوات لبنانية وعربية وعالمية كثيرة، حثّتْها على عدم «تغطية» فرقة ستعزف للقاتل في تل أبيب.
رُبّ سائل: وما شأن الفنّ بالسياسة؟ وله نقول: ليس الفنّ، ولو حرِصْنا بالغَ الحرص، ببعيدٍ عن السياسة. وهذا ما يفسِّر الدعمَ الإسرائيليّ الرسميّ للفنّانين الإسرائيليين من أجل محاربة حركة المقاطعة العالميّة. كذلك يفسّر كلامَ نائب المدير العامّ للشؤون الثقافيّة في وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة سنة 2009، آريي ميكيل : «سنبعث إلى الخارج روائيين وكتّاباً مشهورين، وشركاتٍ مسرحيّةً، ومعارضَ [فنيّةً]؛ فبهذه الطريقة سنُظهر وجهَ إسرائيل الأجملَ، كي لا يفكَّر بنا في سياق الحرب فقط». كما يفسّر دعوةَ «إسرائيل»، سنة 2016، 26 نجماً من نجوم الأوسكار إلى جولاتٍ عبر فلسطين المحتلّة (كلفةُ كلّ منها تصل إلى 55 ألف دولار).
فلنكن جميعاً بالمرصاد لهذه الحرب الإسرائيلية الناعمة، ولنقاومْ بكلّ ما لدينا من وعي وفطنة ومعرفة مختلفَ محاولات التطبيع مع كيانٍ لم يكن «طبيعيّاً» في نشوئه ولا في استمراره، الحافليْن بالنكبات والمجازر والتهجير والعنصريّة.
وإذ نأمل أن تجد هذه الرسالةُ لديكم آذاناً صاغية، فإننا نضع بين أيديكم رابطاً لموقع حملتنا على الإنترنت، ونحرص على تعزيز التواصل بيننا وبينكم بهدف إيضاحِ ما قد يلتبس عليكم من مقاصد هذه الرسالة. كذلك نضع لديكم العريضة التي وقّعها مئاتُ الفنانين والمثقفين والمحامين والأساتذة الجامعيين اللبنانيين العام الماضي.
وختاماً، كلنا ثقة بأنّ دوركم كفنّانين سيزداد تألّقاً في عيون جمهوركم اللبنانيّ حين تنضمّون إلى قافلة فنانين ومثقفين كبار قاطعوا إسرائيل، من أمثال: رودجر ووترز، ولورين هيل، وأليس ووكر.


(رسالة مفتوحة من حملة المقاطعة في لبنان إلى DJs لبنانيين في حفل Tomorrowland)