لم تمر عملية التفاوض بين «سرايا أهل الشام» والدولة السورية بسلام. مصادر مطلعة على الملف كشفت لـ«الأخبار» أنّ المساعي التي تُبذل لإعادة نازحين سوريين مقيمين في مخيمات عرسال إلى بلدات سورية في منطقة القلمون، استفزّت قيادة «جبهة النصرة» في الجرود، باعتبار أنّ فرع «القاعدة» في بلاد الشام يرى في عودة الأهالي إلى قراهم خطراً محدقاً يتهدد وجوده في الجرود اللبنانية السورية.
وأشارت المصادر إلى أنّ «النصرة متضررة من عودة النازحين السوريين إلى بلداتهم، باعتبار ذلك يجعلها مكشوفة أمام أي عملية عسكرية». فضلاً عن أن إخلاء النازحين قد يُفاقم الحصار المفروض على المسلحين. ونقلت المصادر أنّه «بعد نجاح المفاوضات وعودة الدفعة الأولى المؤلفة من ١٦٢ نازحاً إلى بلدات القلمون السوري، حاولت «النصرة» إجهاض الاتفاق الذي كان مقرراً بشأن عودة قرابة ٥٠٠ نازح سوري إلى قراهم»، عبر محاولة اغتيال أحد المسؤولين في «سرايا أهل الشام» المدعو «أبو رسم» في انفجار لغم أرضي في وادي حميد قرب بلدة عرسال قبل أيام. وقد اتهم عضو المكتب الإعلامي في السرايا «جبهة النصرة» بالوقوف وراء التفجير.
ورغم أنّ «سرايا أهل الشام» و«النصرة» قاتلا معاً تنظيم «داعش» في القلمون، وإن كان كل منهما في جبهة، إلا أنّ الشقاق وقع رسمياً بين التنظيمين. وتُرجع المصادر الحرب الأمنية بينهما إلى المفاوضات الجارية بين «السرايا» والحكومة السورية. وقد أعلنت «سرايا أهل الشام» عزل مقارها عن «جبهة النصرة» في القلمون الغربي.
المفاوض الأساسي بين «السرايا» ودمشق، أبو طه العسالي، قال لـ«الأخبار» إنّ «قسماً من الدفعة الثانية من النازحين الذين كان مقرراً انتقالهم الى الأراضي السورية، جرى نقلهم خلال أيام عيد الفطر المبارك، فيما أُرجئ نقل الباقين جرّاء الوضع الأمني». وعن مدى تضرر «النصرة» ومحاولتها إحباط إنجاح عودة النازحين، قال العسالي: «لا علاقة للمدنيين بخلافات الفصائل. سنسعى بكل جهدنا لأن تبقى الطريق مفتوحة، ونحن مصرّون على إتمام المفاوضات لإعادة من يرغب من الأهالي إلى بلدته في سوريا». أما عن القسم المتبقي من الدفعة الثانية، فأكّد العسالي أنّهم سينتقلون إلى بلدات القلمون خلال اليومين المقبلين.