هل عاد سليم دياب إلى رئاسة نادي الأنصار؟ سؤال قد يطرحه بعض المعنيين بالشأن الكروي لدى متابعتهم ما يحصل في النادي العريق. «الأخضر» أشبه بخلية نحل، لا يكاد يمرّ يوم دون أن يكون للنادي بصمة على صعيد «الميركاتو» المحلي، سواء محلياً أو أجنبياً.
من البداية مع المدرب إميل رستم وانتهاءً بقائد العهد عباس عطوي «أونيكا»، ومروراً بمدافع النبي شيت عبد الفتاح عاشور، إلى لاعب طرابلس عبد الله طالب ومهاجم النجمة مازن جمال، مع تدعيم الجهاز الفني بالمدرب جهاد محجوب «توأم روح» رستم وابن النادي السابق. أما على الصعيد الأجنبي، فالسنغالي تالا نداي أول الوافدين، بانتظار انطلاق التمارين في 28 حزيران لتجربة أجنبيين آخرين في الوسط والهجوم.
سليم دياب لم يعد إلى الأنصار، لكن يبدو أن الرئيس الحالي نبيل بدر يسير على طريق «سليم بيك»، إن كان بالنسبة إلى إعادة الألقاب إلى النادي أو... الوصول إلى البرلمان.
الأنصار اختتم موسمه الماضي بلقب كأس لبنان. لقب منحه بطاقة تمثيل في كأس الاتحاد الآسيوي وأعاد الروح إلى «الأخضر» الذي «شاخ» من طول انتظار كلمة «بطل».

نجح الأنصار في سدّ معظم الثُّغَر الفنية التي ظهرت في الموسم الماضي


لم تكن الأجواء توحي بأن الأنصار ينوي أن يكون «زعيم» فترة الانتقالات بين الموسمين، رغم أن حركته كانت ناشطة، لكن فجأة بدا وكأن حالة استنفار قد أعلنت في النادي. تعاقدات وتدعيمات، وحتى عرض من شركة إنتاج خاصة لبدر للحصول على حقوق النقل التلفزيوني للدوري اللبناني لكرة القدم، كي يجري بثّه على تلفزيون المستقبل، مع كلام عن وجود تلفزيون «OTV» شريكاً في الصفقة!
كل هذا حصل خلال فترة وجيزة، وتحديداً في ظل تبلور الصورة حول الانتخابات النيابية وتأكّد ترحيلها إلى السنة المقبلة، وتحديداً إلى أيار 2018، حيث يكون الموسم الكروي قد انتهى وتوضحت صورة البطل الجديد.
لذا لمَ لا تكون طريق مجلس النواب اللبناني تمرّ من نادي الأنصار؟ هذا لا يعني أن النيابة هي الهدف الوحيد لبدر، وكل ما يقوم به لخدمة هذا المشروع. صحيح أن المعطيات الواردة من مقرّبين لبدر تشير إلى أن فكرة ترشّحه للنيابة قائمة بقوة، لكن الرئيس الشاب والمتحمّس يملك دائماً في داخله رغبة قوية في استعادة أمجاد الأنصار، انطلاقاً من عشق أنصاري أوصله إلى رئاسة النادي بعد أن كان قريباً من ترؤس النجمة في فترة من الفترات قبل أن يخطفه وضاح الصادق حينها ويأتي به إلى «الأخضر».
المهم أن «أنصار» اليوم مختلف كلياً عن نظيره بالأمس، فالمعنيون في النادي يعيشون أجواء عمل مستمر اشتاقوا إليها طويلاً، رغم أن الطموح كان أكثر من ذلك بكثير، لكن في ظل المعطيات الفنية المتوافرة تشعر بوجود حالة من الرضا لدى المسؤولين في النادي.
شهر مرّ على الأنصار، نجح في خلاله بطل كأس لبنان في سدّ معظم الثُّغَر الفنية، دون أن تكتمل المهمة بعد. فالفريق لطالما عانى في الموسم الماضي من ضعف في ثلاثة مراكز: حراسة المرمى، الدفاع وصانع الألعاب بعد رحيل ربيع عطايا. وبناءً عليه، تحركت الماكينة الأنصارية فنجح المعنيون في إنهاء ملف الدفاع بالتعاقد مع عاشور وطالب إلى جانب وجود أنس أبو صالح وعلي عبود وعودة معتز بالله الجنيدي في الإياب. على صعيد الظهيرين، يملك الأنصار المتألّق نصار نصار والخبير محمد قرحاني الذي يحتاج الأنصار إلى تأمين بديل له في ظل تقدّمه في العمر، حيث يبقى لاعب طرابلس حمزة علي خياراً أساسياً إلى جانب التفكير بلاعب آخر في هذا المركز.
في الوسط، كان الحل مع قدوم «أونيكا» إلى جانب لاعب أجنبي سيُختار لاحقاً، إضافة إلى التعاقد مع نداي الذي يُعَدّ من أفضل ممرري الأهداف في الموسم الماضي.
تبقى مشكلة حراسة المرمى التي يبدو أن حلها قد يكون ساحلياً عبر حارس شباب الساحل علي حلال، الذي هو هدف الأنصار الأول، دون أن يعني ذلك أن تحقيق هذا الهدف سهل. لكن ما هو مؤكّد، أن بدر مستعد لدفع المبلغ المطلوب للحصول على الحارس، لكونه يعرف تماماً أن كل جهوده قد تضيع إن لم يتعاقد مع حارس جيد.
نشاط بدر لا يتوقف على الإعلام وشكل الفريق، فاللجنة التنفيذية للاتحاد وانتخاباتها في 22 تموز أيضاً من ضمن حسابات رئيس الأنصار، حيث تشير المعلومات إلى أن بدر في صدد ترشيح شخصية من إدارة النادي لها وزنها ومن عائلة عريقة في بيروت لكي تكون ممثل الأنصار في اللجنة التنفيذية إن حالفها الحظ في الانتخابات.