مسلسل «واحة الغروب» (سيناريو وحوار هالة الزغندي ومريم نعوم، إخراج كاملة أبو ذكرى) من أوّل الأعمال الرمضانية الدارمية التي طالها مقصّ الرقيب على القناتين اللتين تعرضانه، أي «دبي» وdmc المصرية.شمل الاقتطاع مشاهد عاطفية في الحلقات الأولى جمعت بين الضابط «محمود عبد الظاهر» (خالد النبوي) وعاملة المنزل لديه، وآخر جمعه بزوجته الأيرلندية «كاثرين» (منّة شلبي) واعترافه بخيانته لها.

هذا القصّ أساء للعمل نفسه وحتى لرواية بهاء طاهر التي يستند إليها وتحمل الاسم نفسه، كما ولّد موجة استياء عارمة من قبل صنّاع العمل، حتى باتوا يتهيّبون ويتوقعون المشاهد التي ستحذف تحضيراً لنشرها لاحقاً على صفحة المسلسل على فايسبوك.
لكن ما حدث أخيراً، وتحديداً في الحلقة الرابعة والعشرين، أنّ القائمين على المشروع الدرامي هم من بادروا إلى ممارسة الرقابة على أنفسهم في تنفيذ أحد أدق المشاهد في «واحة الغروب». مشهد يجمع بين «كاثرين» و«مليكة» (الأردنية ركين سعد) الهاربة من الواحة بعد موت زوجها الثاني وإجبارها على عزل نفسها لأربعة أشهر لأنّها صارت «غولة». تلجأ الفتاة اليائسة إلى منزل «محمود» طلباً للمساعدة في الهروب نهائياً من هذه الواحة والتوجّه إلى القاهرة.
في الرواية الأصلية الحاصلة على جائزة بوكر العربية في عام 2008، يطيل بهاء طاهر في وصف أدق التفاصيل التي تحصل بين المرأتين، بدءاً من التصاقهما ببعضهما البعض وصولاً إلى تقبيل «مليكة» لـ «كاثرين» بين ثدييها.
استغنت المخرجة كاملة أبو ذكرى عن هذه التفاصيل تماماً، وكنّا أمام مشهد يعبّر عن الوضع رمزياً، وتكتشف فيه «كاثرين» مشاعر مختلفة مع امرأة عبر احتضانها لـ «مليكة» وتمرير يديها على كامل جسدها، لتعود بعدها وتنفضها أرضاً وتسأل نفسها عمّا حصل. كل ذلك، وسط حالة من الإنكار والذهول لما جرى. حتى أنّ الأجنبية المولعة بالآثار تسارع إلى طلب السماح من ربها.
لم تحذف قناتا «دبي» وdmc هذا المشهد، بخلاف ما توّقع صنّاع العمل الذين عمدوا إلى نشره على الصفحة الفايسبوكية، داعين المتابعين إلى مشاهدة «المقطع المحذوف». غير أنّهم عادوا وحذفوا هذا البوست بعد تأكيدات المعلّقين أنّهم شاهدوا المقطع الذي لم تطله الرقابة والتشويه.

*«واحة الغروب»: يومياً 00:00 بتوقيت بيروت على «دبي»، و22:00 على dmc