علمت «الأخبار» من مصادر عراقية رفيعة، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، سيزور في الأيام القليلة المقبلة العاصمة السعودية الرياض، حيث سيلبّي دعوةً قد وجهها إليه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وأضافت المصادر أن العبادي سيتوجّه مباشرةً من هناك إلى العاصمة الإيرانية طهران.
ووفق المعلومات، فإن الفريق الخاص بالعبادي يرفض الحديث عن زيارته وتفاصيلها لـ«حساسيّة الأمر»،. وأكّد بعض الزملاء العراقيين، في حديثهم إلى «الأخبار»، أن «الفريق الإعلامي الخاص برئيس الحكومة تعمّد تجاهل الاتصالات الواردة إليه»، رافضاً الحديث أو الإدلاء بأيّ تصريح يتعلّق بتفاصيل الزيارة. وكانت وسائل إعلامٍ عراقية عدّة قد حسمت، في اليومين الماضين، بأنّ الأربعاء (أمس) هو موعد زيارة العبادي إلى الرياض، إلا أن الأخير - في مؤتمره الصحافي - رفض الحديث في التوقيت وأسباب الزيارة.
ورفض ربط زيارته بالأزمة الخليجية المستجدة، رافضاً أن يكون طرفاً مع أحدٍ فيها، إلا أن المعلومات تشير إلى أن العبادي يرى من الضروري «احتواء الأزمة»، وحتى الدخول على خطّ «حل الأزمة» مع الكويت. ويحاول رئيس الحكومة إبعاد التساؤلات عن زيارته، لحساسية توقيتها. إلا أنها، رغم ذلك، تأتي وسط ضغط «ملكي كبير» على العبادي لزيارة المملكة، في رسالةٍ إلى الدوحة، بهدف الضغط على جيران قطر لعزلهم عنها؛ ثانياً تريد الرياض من بغداد تسجيل موقف جديد ضد الدوحة، وتحديداً ضد الدور القطري في «دعم المنظمات الإرهابية» (بعد احتجاز العبادي لملايين الدولارات القادمة من الدوحة إلى بغداد، عقب إطلاق سراح الرهائن القطريين في العراق)؛ ثالثاً تسعى الرياض إلى كسب العبادي في صفّها، وإخراج العراق «نهائياً من الفلك الإيراني»، خاصّةً أن انفتاح العبادي ونيته إخراج البلاد من الاصطفافات الإقليمية أمرٌ ترحّب به المملكة، وتشجّع عليه وتترجمه على شكل هباتٍ ماليةٍ ضخمة لإعادة إعمار المناطق المتضررة جرّاء الحرب على «داعش».
ويُدرك العبادي دلائل زيارة الرياض، فقد أسرَّ إلى عددٍ من مقرّبيه أنّ «لقائي مع الملك سلمان (على هامش القمة العربية الأخيرة) لا يعني أنني سأزور الرياض في المستقبل القريب»، إلا أن الدعوات التي تلقاها سابقاً لم تكن بحجم الدعوة القائمة هذه المرّة.
وعلمت «الأخبار» أيضاً أن العبادي لا يريد توريط نفسه في السجال الخليجي القائم، لحساباتٍ محلية عراقية، كي لا تُستخدم ضده في الكباش السياسي القائم في البلاد، وتحديداً في الانتخابات النيابية المقبلة.
فالرجل يريد الخروج بصورة «الوسطي»، يلبّي دعوة السعودية، ويحلّ ضيفاً في إيران، ومروّجاً لنفسه بـ«رجل التفاهمات واحتواء الأزمات الداخلية والمحيطة في العراق».
(الأخبار)