لم يكن ظافر العابدين (الصورة) متمكّناً من الأدوار التي يلعبها، بل كانت بعض الشخصيات «تضيع» منه أحياناً. لكن لاعب كرة القدم السابق، عرف كيف يدخل التمثيل من أوسع أبوابه ويصقل موهبته. أطلّ بمجموعة شخصيات رومانسية، أهمّها دور «خالد» بمسلسل «أريد رجلاً» (إخراج محمد مصطفي وسيناريو شهيرة سلام).
لاحقاً، برع مع نيللي كريم في مسلسل «تحت السيطرة»، بدور الزوج الذي يعاني مع زوجته المدمنة على المخدرات. إلتصق إسم الممثل التونسي بالأدوار التي تعكس صورة الشاب المغروم. لكن هذا العام خلع هذا القناع عنه. يلعب العابدين حالياً دور بطولة في مسلسل «حلاوة الدنيا» (ﺇﺧﺮاﺝ حسين المنباوي، وﺗﺄﻟﻴﻒ مجموعة كتاب بإشراف تامر حبيب). إنه «سليم» الشاب الوسيم وصاحب شخصية قوية المصاب بسرطان في الرأس. يرفض الخضوع لعملية جراحية قد تضّر أكثر مما تنفع، ويتحايل على المرض على طريقته الخاصة. يتمرّد على الحياة، ويعيش أبسط اللحظات بكل تفاصيلها كما يحلو له، محاولاً الاستمتاع بها بسعادة وابتسامة. هذا الشاب الذي لا يخاف الموت القريب، يمدّ يد المساعدة لكل أصدقائه المرضى المحتاجين لها، وعلى رأسهم «أمينة» (هند صبري) التي تعاني من سرطان الدم. يعمل على تخفيف آلامها والوقوف إلى جانبها أثناء حضوعها للعلاج الكيميائي. رغم أنّ المسلسل يتناول قضايا قصص المرض المستعصي، إلا أنّه يحمل آمالاً للمصابين من خلال شخصية «سليم». فالأخير، يقع في حبّ «أمينة» التي تغلّبت على المرض مبدئياً، فيحاول أن يترك أثراً طيّباً في علاقتهما، ويردّد دائماً أنه لا يملك الوقت الكافي للحزن.
جاءت شخصية ظافر لتدلّ على أنّه ممثل محترف، أجاد دور المريض. عمل بقوّة على تعابير وجهه في الألم والسعادة، واعتمد على الإبتسامة في مصارعة القدر والحياة. إبتسامة من هنا، وأخرى من هناك على وجه ظافر تغيّر معادلة المسلسل كلّه. بصيص أمل يخرج من وجه شاب يعاني من السرطان، لكنه قادر على عيش الحياة أكثر من الأشخاص الأصحاء الذين يخافون المغامرة.
ـــــــــــــــــــــ
* «حلاوة الدنيا» يومياً 12:00 بتوقيت بيروت على قناة mbc