كما جرت العادة، بالتزامن مع اقتراب اجتماع سياسي دولي في أستانا، تتحرك الورقة الأردنية لفتح الجبهة الجنوبية من سوريا. مواجهات متواترة خلال الـ 72 ساعة الماضية، على أثر شن المسلحين هجوماً جديداً، على نقاط الجيش السوري في حي المنشية، جنوب غرب المدينة.
الجيش الذي استوعب الهجوم، منع المسلحين من إحراز أي تقدم على طول الجبهة، ما صعّب عليهم تحقيق أي خرق في دفاعاته. واقتصرت مواجهات الساعات الماضية على معارك متفرقة في محيط الوحدة الإرشادية والحديقة، وسط محاولات متواصلة للمسلحين اقتحام نقاط الجيش. وعلى الرغم من اعتماد المسلحين الكثافة النارية لإرباك الجيش على خطوط المواجهة، إضافة إلى استهداف المدنيين بالصواريخ، في أحياء الكاشف والمطار والسحاري، غير أن القوات السورية والحلفاء تمكنت من تنفيذ عملية التفاف عكسية أعادت الهدوء سريعاً إلى المنطقة.

أفشل الجيش هجوماً كبيراً للمسلحين في حيّ المنشية
مصادر ميدانية أكدت تعاون من بقي من الأهالي في المنشية مع الجيش، ما سهّل تأمين إمدادات الجنود السوريين وتقديم تسهيلات جعلت من المنطقة حاضنة شعبية لهم. وبحسب المصادر، فإن تعاون الأهالي مع الجيش عرضهم لاستهداف المسلحين عشوائياً، باستخدام الصواريخ، ما أفضى إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين. وتنفي المصادر بدء أي عمليات عسكرية في المنطقة بعد، بالتزامن مع تحضيرات قائمة على قدم وساق، بغية إعداد الخطط العسكرية، من قبل قادة الجيش الميدانيين. وصول مئات المقاتلين السوريين إلى المنطقة بالعتاد الكامل، كتعزيزات لخوض عمليات قتالية على المحور الجنوبي الشرقي من درعا، بحسب المصادر، من شأنه أن يرجّح كفة الجيش لشن هجوم على مواقع المسلحين واستعادة ما خسره في حي المنشية، قبل شهرين. وتعتمد تكتيكات المسلحين على عنصر المباغتة دائماً، لخرق دفاعات الجيش، وسط إصرار الفصائل المسلحة على السيطرة على حي المنشية، بسبب إشرافه على الحدود الأردنية واعتماده خط إمداد رئيسي بالسلاح والذخيرة، نحو الجبهة الشمالية لمدينة درعا. الاستهداف البعيد تواصل على نقاط المسلحين، باستخدام المدفعية السورية، بعد خسارتهم الكثير من المقاتلين خلال هجومهم الأخير. في حين استفاد الجيش من زيادة حشوده في تدعيم دفاعاته وتحصينها على طول جبهات القتال، ما أفضى إلى هدوء متقطع في المنطقة. وتعتمد تكتيكات الجيش على الكثافة العددية والآلية، من غير الإعلان عن الجبهة التي سيفتتح بها الجيش عمليته العسكرية المنتظرة. غير أن مصدراً ميدانياً أشار إلى صعوبة بدء أي عملية عسكرية تضمن دخول العمق الشمالي لمدينة درعا، إن لم يتم اختراق الحصون الأساسية للمسلحين، والمتمثلة بمدينة داعل وحي المنشية والنعيمة. الطيران المروحي استهدف خلال ساعات الليل منطقة النعيمة، المجاورة لخربة غزالة. كما استهدف سلاح الجو مقار المسلحين في المنشية، ولا سيما داعل في ريف درعا الشمالي الغربي. الحشود العسكرية السورية بدأت، قبل ساعات، توزعها على نقاط جديدة، بهدف نصب كمائن للمسلحين، تمنع حدوث مفاجآت جديدة، كإجراء عكسي مضاد لمحاولات محتملة، من قبل المسلحين.
وقد اعترفت «تنسيقيات المسلحين» أمس بمقتل أكثر من 10 مقاتلين من «جبهة النصرة» والفصائل المتحالفة معها، بينهم 3 مسؤولين وإصابة العشرات بنيران الجيش السوري في حي المنشيةّ، عُرف منهم المسؤولون الميدانيون في «قوات شباب السنة ــ الجيش الحر»، وسيم يونس المسالمة، حسن صبحي عبد الحميد أبازيد ومحمود حامد الزعبي. ومن «هيئة تحرير الشام/ النصرة»، مصطفى الحاج علي، أحمد محمود المحسن ورامي توفيق المسالمة.
إلى ذلك، أعلنت فصائل مسلحة عدة في بيان تشكيل «غرفة عمليات رص الصفوف» في بلدة النعيمة «لمواجهة هجوم للجيش السوري على مناطق في درعا». ونقلت «تنسيقيات» أنّ «غرفة العمليات» تضم: «فرقة فلوجة حوران، فرقة أسود السنة، لواء المعتصم بالله، أحرار حوران، جيش الثورة وفوج المدفعية».

اشتباكات في حوض اليرموك

في سياق آخر، اندلعت اشتباكات بين «الجيش الحر» والفصائل المتحالفة معه من جهة، والمجموعات المرتبطة بتنظيم «داعش» من جهة أخرى في محيط بلدة جلين في ريف درعا الغربي، أسفرت عن مقتل وجرح عدد من مسلحي الطرفين.
وأحصت مواقع معارضة مقتل 10 مسلحين من «جيش خالد بن الوليد» المرتبط بتنظيم «داعش». كذلك، أعلنت عن مقتل «أحد أمهر رماة صواريخ التاو الأميركية» في «جبهة ثوار سوريا ــ الجيش الحر» فؤاد أبو شوشة، خلال الاشتباكات على جبهة بلدة عدوان.