د. جورج متري
تعتبر شجرة الجميز (التي تحمل الاسم العلمي Ficus sycomorus ) من نوع الأشجار الضخمة والمعمرة.
تنتج الجميزة على مدار السنة ثمراً صالحاً للأكل، وهي تحمل الثمر ضمن مجموعات كثيفة على الفروع وتعطي ثمراً شهياً ومفيداً حوالى سبع مرات في السنة.
تشبه الثمار التين ولكنها أصغر في الحجم. مذاقها حلو ولونها أصفر مائل إلى الاحمرار وهي لا تحتمل التخزين إذ أنها سريعة التلف بعد القطف. 
اكتسبت منتجات هذه الشجرة أهمية طبية لمعالجة العديد من الأمراض والمشاكل الصحية.
يصل طول شجرة الجميز إلى 20 متراً ولها انتشار تاجي كبير مع عدة فروع، وعادة تتواجد شجرة الجميز في الأماكن الرطبة وقرب الأنهر والينابيع.
منذ العصور القديمة، زرعت الشجرة في مصر ولبنان وسوريا وفلسطين وهي تتميز بأخشابها الصلبة والقوية وكانت تستعمل للبناء والحرف اليدوية.
اهتم أجدادنا في زراعة هذا الصنف من الأشجار لإعطاء الظل والثمار في أماكن تنقلهم وسكنهم، خصوصاً في الساحات العامة وجنب الطرقات.

ولا عجب قديماً من تواجد عدد كبير من شجر الجمّيز في الأراضي المحيطة ببيروت الخالية من البنيان والسكان وقبل أن يصل إليها الإنسان والعمران منذ حوالى القرن واكتساب أحد أحياء العاصمة اسم «الجميزة».
حتى أن اسم الجميزة انسحب أيضاً على الأمثال الشعبية للبيروتيين ومن هذه الأمثال: «الطول للنخل والتخن للجميز». لسوء الحظ خسر لبنان الكثير من هذه الأشجار المعمرة بسبب التمدد العمراني وشق الطرقات والقطع الجائر.
حالياً، يمكن لزراعة شجرة الجمّيز، المتميزة بقدرتها على التأقلم والصمود والعيش رغم شح الماء، أن يساعد في استقطاب العديد من أصناف الطيور المحلية.
كما تساعد شجرة الجمّيز على تنقية الهواء من الغبار بشكل فعال جداً بالإضافة إلى امتصاص ثاني أوكسيد الكربون بحوالى 22 كغ كحد أدنى في السنة للشجرة الواحدة.