تستعيد طرابلس اليوم الذكرى الثلاثين لاغتيال الرئيس رشيد كرامي، من دون مهرجان خطابي كما جرت العادة، بسبب حلول شهر رمضان.وأوضح الوزير السابق فيصل كرامي لـ«الأخبار» أن «النشاطات في المناسبة ستقتصر على زيارة ضريح الشهيد، وتوجيه كلمة إلى اللبنانيين عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، وإفطار لقطاع الشباب في حزب التحرر العربي، لأن الشباب يشكلون الاستمرارية لنهجنا وخطنا السياسي.

ومع أن أغلبهم لا يعرفون رشيد كرامي شخصياً، لكنهم تربّوا على مبادئه، وعلى القضايا الوطنية والقومية التي حملها ونادى بها وناضل من أجلها واغتيل بسببها».
ولفت كرامي إلى أن «الرشيد لا يزال في وجدان الطرابلسيين، ما يدل على عدالة قضيته وعلى إحساسهم بالظلم الذي لحق به، خصوصاً بعد العفو عن قاتله بقرار سياسي»، معتبراً أن «الاغتيال كان يهدف إلى أخذ المدينة الى غير موقعها الطبيعي سياسياً، وللأسف، فإن من اغتاله نجح في تحقيق هدفه».
وأعرب كرامي عن الأسف لأن «طرابلس اليوم مستباحة على كل الصعد. فرغم أنها العاصمة الثانية وعاصمة الشمال ومدينة وطنية، يريدون أن ينقلوا منها مقعدها الماروني إلى البترون أو غيرها، وأن يحلوا مشاكل مناطق أخرى على حسابها، بعدما جاؤوا مرتين بنائبين من خارجها غريبين عن نسيجها».
وعزا كرامي تدهور وضع طرابلس إلى سنة 2005، «حينها بدأ الانهيار الكبير في المدينة، وتراجع دورها وحضورها سياسياً وفي المعادلة الوطنية، كما جرى تهميشها وحرمانها من المشاريع، وعملوا على تطويق الرئيس عمر كرامي بعدما أصبحت مرجعية المدينة خارجها».
وقدّر كرامي موقف نواب طرابلس «المشرّف برفضهم تأييد ترشيح (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير) جعجع لرئاسة الجمهورية»، لكنه أبدى عتباً على «تطريز» البعض له عبر زيارته والالتقاء به وكأن شيئاً لم يكن».
وعن بقاء قضية زعيم طرابلس الأبرز حيّة، شدد كرامي على أنها «ستبقى، لأن رشيد كرامي لم يزرع إلا الخير، وهو مرّ بظروف صعبة لم يعرفها أيّ سياسي لبناني، ومع ذلك لم يستسلم ولم ينغمس في أتون الحرب الأهلية كغيره، رغم أنه كان يستطيع تشكيل أكبر ميليشيا في لبنان، وهذا الأمر عرض بعد اغتياله على والدي لكنه رفض، لأن الرئيسين رشيد وعمر كرامي كانا يؤمنان بالدولة، وكانا يرفضان أن يحملا دم أيّ شخص في عنقيهما».