■ ما هي منصة «بروكسيمي»؟بروكسيمي (Proximie) هي منصة تفاعلية تستخدم الواقع المعزز (Augmented Reality) والفيديو من خلال البث المباشر، للسماح للجراحين بنقل أنفسهم افتراضياً إلى أي غرفة عمليات في أي مكان في العالم وتوجيه جراحين وأطباء آخرين وتدريبهم وتعليمهم ودعمهم.

تأسست بروكسيمي قبل عامين نتيجة تعاون بيني وبين مهندس الاتصالات طلال علي أحمد، بهدف تطوير منصة تستخدم تكنولوجيا الواقع المعزز للتعاون والتدريب في مجال الجراحة، لتقديم خدمة آمنة وعملية وقوية غير مرتبطة بجهاز محدد، وهو ما يميز المنصة، إذ إنها تعمل على مختلف الأجهزة، لضمان حصول كل مريض على أفضل رعاية وتوفير الخبرة الفنية وفرص التدريب في مجال الرعاية الصحية.
تستخدم المنصة التكنولوجيا اليومية لربط الجراحين في جميع أنحاء العالم في الوقت الحقيقي. فهي تسمح لهم بإدارة العملية الجراحية و«تنفيذها» افتراضياً عن بعد ومباشرةً، بحيث يحدد الجراح المطلوب القيام به وينفّذه على شاشته في أثناء البث المباشر، مثل تحديد أين يجب شق الجرح وغيره من الأمور.
كذلك سيغير نظام بروكسيمي قواعد اللعبة في ما يتعلق بكيفية التعليم في المعاهد والكليات الطبية، فهو يستخدم أيضاً كتطبيق مخصص لوظائف التدريس التفاعلية، بحيث يمكن فهرسة فيديو الجراحة والمواد التعليمية.

■ كيف تعمل «بروكسيمي»؟
باستخدام جهاز يحتوي على كاميرا، مثل الهواتف الذكية والألواح الإلكترونية tablets، تعزز بروكسيمي نقل العالم الحقيقي والملموس إلى الشاشة مع توليد محتوى رقمي. تستند بروكسيمي إلى وجود جهاز رقمي في غرفة العمليات وجهاز آخر لدى الجراح الموجود بعيداً عن غرفة العمليات يحتويان على كاميرا وميكروفون للتواصل. يمكن الجراح «عن بعد» المساعدة في توجيه الحالة الجراحية من خلال التعليق ووضع علامات على الشاشة يراها الجراح في غرفة العمليات مباشرة على شاشته. ويمكن الاثنين التواصل من خلال الصوت، والشاشة والرسائل المباشرة عبر المنصة في أثناء البث المباشر.

■ ما هي العقبات التي تسعى الشركة إلى حلها في قطاع الرعاية الصحية؟
من بين التحديات الرئيسية التي تواجه قطاع الرعاية الصحية، تبرز مشكلة الوصول المحدود للرعاية الصحية المتخصصة، وتحديداً إلى الأماكن النائية ولا سيما في أثناء النزاعات. كذلك هناك مشكلة التكاليف المتفاقمة للتوسع في البنية التحتية ومحدودية فرص التدريب للجراحين المتدربين. لذلك، تأتي بروكسيمي حلاً لهذه المشاكل، إذ إنها تُحدث تغييراً جذرياً في مجال الجراحة عبر الحدّ من معدلات المراجعة والتكاليف النهائية، وتعزيز جودة التدريب الطبي بنحو ملموس، والحدّ من تكاليف شركات الأجهزة الطبية عند تدريب الجراحين والممرضين على أحدث الأجهزة، وتوفير العون عند الحاجة. كذلك تتميز المنصة بسهولة الاستخدام التي تربط الجراح من خلال كمبيوتره المحمول أو الكمبيوتر اللوحي بمنظومة معقدة في المستشفيات.

■ تركز الشركة على توفير الجراحة الآمنة، كم يبلغ عدد الأشخاص الذين يفتقرون إلى هذا الحق؟
مشكلة توافر الخبرة الجراحية قضية رئيسية في مجال الرعاية الصحية، إذ إن ثلثي سكان العالم ليس لديهم وصول إلى الجراحة الآمنة، أي ما يعادل 5 مليارات شخص. سنوياً يُجرى 313 مليون عملية جراحية، 6% فقط منها تحصل في المناطق الأفقر والأكثر تهميشاً، حيث يعيش أكثر من ثلث السكان في العالم. وإذا أردنا تغيير هذا الأمر، فمن المقدر أنه بحلول عام 2030 سنحتاج إلى تدريب أكثر من 1.27 مليون موفّر إضافي للعمليات الجراحية، ما يطرح تحديات لوجستية ومالية ضخمة. تأسست بروكسيمي لأننا رأينا فرصة للمساعدة في حل هذه المشاكل من خلال التكنولوجيا الرقمية التي لديها القدرة على إحداث ثورة في توفير الرعاية الصحية.

■ ما هي المصاعب التي تواجه «بروكسيمي»؟
تماماً مثل كل تكنولوجيا جديدة تظهر، وخاصة في مجال الرعاية الصحية، الذي يُعَدّ حساساً تجاه هذه الأمور، هناك تحديات وبعض التشكيك. واجهت بروكسيمي في وقت مبكر تحديات في الحصول على ثقة الناس باستخدام تكنولوجيا جديدة كانت غير مألوفة بالنسبة إلى معظمهم. ومع ذلك، بما أن المنصة متوافقة تماماً مع المبادئ التوجيهية الأخلاقية، فقد اكتسبت زخماً سريعاً، وتجاوزت هذه التحديات. تُستخدم هذه التقنية اليوم على نطاق واسع كمنصة جراحية موثوق بها من قبل العديد من المستشفيات التعليمية والمؤسسات الطبية. حالياً، تكتسب تقنية الواقع المعزز ردود فعل إيجابية وتوقعات على المدى الطويل أكثر من تقنية الواقع الافتراضي، على الرغم من أن التقنيتين تواجهان تشكيكاً في بعض الأحيان.

■ من يستخدم «بروكسيمي» اليوم؟
اعترف المجتمع الطبي على الفور بقيمة بروكسيمي، ونشأت الشراكات في وقت مبكر مع العديد من المؤسسات الطبية والأكاديمية الدولية والمنظمات غير الحكومية. بعض الشركاء الرسميين لبروكسيمي الآن هم جامعة يال YALE في الولايات المتحدة الأميركية، كلية لندن الجامعية، الجامعة الأميركية في بيروت، مستشفىRoyal Free في لندن، جامعة California Riverside ومؤسسات أخرى.

يجري سنويا 313 مليون عملية
جراحية، 6% فقط
منها تحصل في المناطق الاكثر فقرا

■ تحتاج تقنية الواقع المعزز إلى شبكات إنترنت متطورة وسريعة لتعمل بدقة، فهل هذا متوافر في المناطق النائية أو التي تمرّ بصراعات حيث هناك حاجة ماسة للمنصة؟
نعلم جيداً أن ليس كل الأماكن في العالم تتمتع بخدمة إنترنت فائقة السرعة، لذلك عملنا على أن يكون بث الفيديو وإشارات الاتصال سليمة، حتى على شبكات الإنترنت البطيئة. قضينا الكثير من الوقت نختبر ونطور المنصة لضمان أن يعدّل التطبيق نفسه تلقائياً في حالات سرعات النقل البطيئة لضمان استمرارية الاتصال. الشيء الجيد أنّ المنصة تعمل على شبكة الجيل الثالث 3G وعلى شبكات إنترنت الهاتف، كذلك للمناطق التي لا يتوافر فيها إنترنت لاسلكي.

■ ما أبرز الحالات التي استخدمت فيها المنصة لإنقاذ حياة مرضى؟
استُخدمَت بروكسيمي لإجراء عملية جراحية في غزة التي دمرتها الحرب، عبر وصل فريق طبي موجود في غزة بجراح موجود في بيروت. واستُخدمَت أيضاً في شراكة مع برنامج الشفة الأرنبية في البيرو للمساعدة على تدريب الأطباء الموجودين في أماكن نائية من البلاد على إجراء عملية تصحيح الشقوق، ما يجعل هذه الجراحة متاحة للأشخاص الذين يعيشون في الأطراف.

■ هل تُستخدم «بروكسيمي» في لبنان؟
نحن في صدد تعزيز وجودنا في لبنان، وأول شريك لنا هو المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، الذي يمتلك تراخيص لاستخدام المنصة. يستخدم الجراحون في الجامعة الأميركية في بيروت منصة بروكسيمي للتواصل مع الجراحين عن بعد، والعكس صحيح. كذلك يستفيد طلاب الطب من المنصة. نحن نتوسع حالياً، ونهدف إلى شراكة مع المزيد من المستشفيات التعليمية في لبنان والشرق الأوسط. نرى إمكانات كبيرة في لبنان لتطوير تقنيات مثل تلك المستخدمة من قبل بروكسيمي لتوسيع وإحداث فرق في نظام الرعاية الصحية. كذلك، لدى لبنان العديد من المهنيين والطلاب ذوي المهارات العالية والموهوبين الذين قد يستخدمون المنصة لتحسين الجراحة وتحسين التدريب الطبي. ونعتمد أيضاً على المبرمجين اللبنانيين الموهوبين في تطوير برنامجنا.

للاطلاع أكثر على المنصة: https://youtu.be/GwShYvCY3qk

للمشاركة في صفحة تكنولوجيا التواصل عبر البريد الإلكتروني: [email protected]