فيما لا تزال أصداء القمة «العربية - الإسلامية- الأميركية» تتردد في العالم، حتى بعد إنتهائها أمس، إنقسمت القنوات في لبنان - كما جرت العادة- إنقساماً عامودياً حول مقاربة هذه القمة. إنقسام وصل الى حد الشرخ التام في التوصيف والتحليل.
ولو جمعت مشهديته، لكنا أمام صورة متناقضة تماماً يتصدرها الإستقطاب وشد الحبال بين محاور المنطقة. يكفي ربما الإطلاع على مقدمات نشرات الأخبار أمس، لتفحص هذا الإنقسام عن قرب.
بين «الحدث الكوني» الوصف الذي أطلقته مقدمة أخبار «المستقبل»، و«قمم المأزومين»، كما وصفتها «المنار»، تأرجح التعاطي مع هذا الحدث، بين الغزل والنفخ المبالغ به، وبين تفنيد أهداف هذه القمة التي تستهدف إيران وحركات المقاومة في العالم العربي. «المنار» صوبت سهامها الى ما روّج في هذه القمة من محاربة «للإرهاب والتطرف» وتجفيف منابعه، وسألت: «لماذا انعقدت (القمة) في المنبع الرئيسي (للإرهاب) تمويلاً وفكراً؟»، مؤكدة أن «الإدارة الأميركية لن تتمكن من المقاومة»، وكل ما يحدث اليوم لا يندرج الا ضمن «الصراخ الإعلامي». أجواء التصويب على السعودية وترامب، استكملته otv التي انتقدت «إستقبال الفاتحين» الذي قوبل به «مَن إتخذ العداء للمسلمين شعاراً». كما اعتبرت أن السلاح المباع للعرب، والذي من شأنه «محو إسرائيل عن وجه البسيطة»، سيستخدم في «مكان آخر».
وبينما قاربت lbci هذا الحدث ببرودة عبر سلسلة تساؤلات تتعلق بلبنان وإقتصاده الضعيف، وأعادت سرد المواقف المتباينة بحيادية، ركزت «الجديد» على «تجاهل (القمة) لمنشأ الإرهاب ودعمه وتغذيته»، ومزجها بين «المقاوم والإرهابي».
على الضفة الأخرى، تضافرت جهود كل من mtv، و«المستقبل» للنفخ في نتائج هذه القمة. ففيما اعتبرت القناة الزرقاء أن ما شهدته الرياض أمس يعدّ «حدثاً كونياً»، راحت قناة «المرّ»،تصف القمة بـ«قمة القمم»، وتطلق على السعودية لقب «قائدة العالم الإسلامي»، وعلى ترامب وأميركا «قاطرة العالم ومحركه»، معتبرة أن هذه القمة حققت «نتائج هائلة على صعيد الإتفاقات».