منذ أسبوع، تاريخ الاحتفاء بـ «اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية ورهاب متغيري النوع الإجتماعي» (IDAHOT) والحملات الإعلامية والإفتراضية تتصاعد، تعقبها مجموعة تهديدات تكفيرية، إزاء تنظيم أي مؤتمر أو نشاط يخص جمعيات معنية بالدفاع عن حقوق المثليين/ات.
على سبيل المثال، اضطرت جمعية «براود ليبانون» الى إلغاء مؤتمرها في أحد الفنادق اللبنانية، بعد سلسلة تهديدات تلقتها، لحقتها جمعية «حلم»، يوم الجمعة الماضي، بإلغائها أيضاً نشاطها في «مترو المدينة»، «حفاظاً على سلامة» الحضور. إذاً بدت القضية في الأيام الأخيرة الماضية، ككرة ثلج تتدحرج، حاملة سوط التهديد والوعيد، بوتيرة أكثر من السنوات الماضية.
هؤلاء المطاوعة، والجهات التي هددت منظمي هذه النشاطات، على رأسهم «هيئة العلماء المسلمين»، ظهرت منهم أول من أمس، حفنة على مواقع التواصل الإجتماعي. إذ شنوا حملة شعواء على مديرة الإنتاج والبرامج في قناة «المستقبل» ديانا مقلّد (الصورة)، ودعوا الى إقالتها من القناة. كل ذلك على خلفية نشرها مجموعة تساؤلات على صفحتها الفايسبوكية، تتناول الإزدواجية التي يعيشها المسلمون من تشريع للزواج بأربع نساء ولإباحة ضربهن، ووصفهن بـ «ناقصات عقل»، إضافة الى تحليل رجمهن وقطع رؤوسهن. وضعت مقلد كل هذه الممارسات التي يتعامل معها الناس كأمور عادية، فيما يمعنون بالتصويب على المثليين الذين كما قالت «يمارسون إختياراتهم الجنسية الناضجة»، فيما يعتبر هؤلاء المطاوعة أن نشاطاتهم «إهتزاز» للمجتمع اللبناني ولأمنه.
طبعاً، هذا المنشور الذي حذقته مقلّد سابقاً، فتح جبهة هجومية إفتراضية كبيرة، من مناصري ومؤيدي «تيار المستقبل» من ضمنهم «منسق عام الإعلام» في التيار عبد السلام موسى، الذي قال إنّ ما نشرته مقلد «مسيء» الى الإسلام، و«مرفوض»، و«لا يعبر عن رأي تيار المستقبل»، ولا عن العاملين في القناة. ومن ضمن المهاجمين أيضاً رجال دين راحوا جميعاً يتحاملون على الصحافية اللبنانية، حتى أن بعضهم راح يبرر حالات ضرب النساء والميراث والزواج بأربع نساء، تحت عنوان «صون الأسرة» وتحقيق مصالحهن تجنباً «للعنوسة».
لكن في مقابل هذه الحملة العنيفة على مقلد، برزت حملات تضامن وتكاتف مع منشورها ومضمونه، أغلبها أتت من أهل المهنة، الذين اعتبروا أن الرد يكون بالنقاش لا بالتكفير وبالتهديد، مؤكدين على أهمية الحفاظ على حرية الرأي والتعبير.