في هذا البيت/ في هذا البيت السقيم/ في هذا البيتِ المثخنِ بأضاليلِ كُهّانِهِ وعُواءِ صعاليكهِومُبغِضيهِ وناهِبي أزهارِ حديقتٍه...
في هذا البيتِ الآيلِ إلى الزوال (في هذا البيتِ الزائل)...
في هذا البيتِ ــ اللّعنةِ
في هذا البيتِ ــ المسلخِ
في هذا البيتِ ــ الجبّانةِ
لا ينتصرُ إلاّ العارُ... ولا تُـبَـرَّأُ إلاّ الجريمة.
في هذا البيتِ المقلوب (هذا البيتِ الذي أساسُهُ الصاعقةُ, وسقفُهُ الهاوية)...

في هذا البيت (هذا الذي كانَ بيتاً):
أُحاولُ أن أغنّي... فتُخرِسني الرصاصة،
ويَعنُّ على بالي أنْ أبكي... فأُتَّـهَمُ بازدراءِ فضيلةِ الأملِ والتشكيكِ بنزاهةِ الآلهة،
وأهجو القتَلةَ واللصوصَ (القتَلةَ واللصوص...)
فيَرجمُني أعداؤهم، ويَهبُّ لذبحي «ضحاياهم».
في... هذا... الذي... كان...
فإذاً (للنجاةِ من هذا البيت، وساكني هذا البيت، وأعداءِ هذا البيت، وأعداءِ أعداءِ هذا البيت)
ما الذي يمكنني أن أفعلَ بدون أنْ...؟
ما الذي يمكنُ أنْ...؟
حسناً
سأقفلُ أبوابهُ خلفي
مُلقِياً بآخرِ مفاتيحهِ على أنقاضِ سَدَنَتِهِ، وعشّاقِهِ، ومبغِضيه، ومُتَسوِّليه، وناهِبي أزهارِ حدائقِهِ... ومقابرِه
وأستديرُ هارباً إلى رحمةِ جبّانةٍ أخرى.
أنتم الذين تَنبحون.../ أنتم الذين تُهينون هشاشةَ الوردة، وتَزدرون حياءَ دمعةِ المذبوح.../ أنتم الذين تستنجدون بملائكةِ الموتِ لتفوزوا بما بقيَ من الميراث...
أُبَشِّركم:
مِن جميعِ أبناءِ هذا البيتْ
(مِن جميعِ أبناءِ هذا الذي... كان بيتاً)
لن ينجوَ إلاّ الذبابُ، و... الموتى.
اطمئِنّوا!
17/8/2016