يعود إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الليلة الساعة 21.45 بلقاء يوفنتوس الايطالي وضيفه موناكو الفرنسي بعدما حسم الاول النتيجة بهدفين نظيفين ذهاباً. هو حسم بنظر الكثيرين، ما يجعل الاهتمام أقل نسبياً بالمباراة مقارنة بالاجواء التي عرفها لقاء الفريقين الاسبوع الماضي.أما الاسباب فهي كثيرة وواضحة؛ فقد كان مفاجئاً تصنيف الأندية في دور الـ 16 وربع النهائي، ما جعل الأندية الكبيرة يواجه بعضها بعضاً، وهذا أدى بشكل واضح الى إضعاف مستويات المنافسة حالياً مقارنةً مع المراحل الأخيرة من المسابقة في مواسم خلت.
وعلى الرغم من وفرة الأهداف المسجلة حتى الآن في ذهاب نصف النهائي، الا أنها لم تعادل أو ترتفع فوق المعدلات التي كانت عليها في المراحل السابقة. التراجع التهديفي انعكس بشكل سلبي على المستوى الفني للمباريات وحِدَّتها. فالفارق في المستوى الفني كان واضحاً على سبيل المثال بين يوفنتوس وموناكو.

تفوّق الأول تكتيكياً، ولعب بانضباط عال جداً، ما قتل متعة الكرة التي تميز بها الفرنسيون. هجوم موناكو القوي أوقفه مدرب "السيدة العجوز" ماسيميليانو أليغري من خلال تطبيق خطة اللعب 3-5-2، فضلاً عن أن "اليوفي" أثبت غير مرة قدرته على تطبيق خطط تكتيكية متنوعة، والمشاركة بأكثر من تشكيلة خلال المباراة الواحدة. ويمكن القول إن الخبرة تفوّقت على المتعة بشكل واضح، وبالأرقام تبيّن أن موناكو الحيوي في هذه المباراة افتقد عنصر الواقعية التي اتسم بها "اليوفي".
تفوّق النادي الفرنسي بالإحصائيات من ناحية التسديد، بين الخشبات الثلاث، إذ سدد 6 مرات، مقابل 5 ليوفنتوس. كذلك لعب موناكو في مناطق يوفنتوس الخلفية، وهذا ما تبين من إحصائية الركنيات، التي تفوّق فيها الفريق الفرنسي بـ7 ركنيات.

سوء نتائج الأندية الكبيرة في دور المجموعات جعل نصف النهائي أقل تنافساً

وعلى صعيد الاستحواذ، كانت النتيجة لصالح موناكو بنسبة 52%، مقابل 48%. كذلك مرّر الفرنسيون 379 تمريرة صحيحة، مقابل 371 ليوفنتوس. لكن الذي برز بين هذه الأرقام هو المسافة التي غطاها اللاعبون من كل فريق رغم تباين الأعمار بين الفريقين. ففي النتيجة غطى لاعبو يوفنتوس مسافة 109 كيلومترات مقابل 104.2 كلم لموناكو. ولعل ما قاله حارس إيطاليا جانلويجي بوفون عن صراع أجيال برز بينه وبين موهبة موناكو كيليان مبابي: "ولد في عام 1998، أليس كذلك؟ عندما ولد كنت أشارك في مونديال فرنسا".
صناعة التاريخ والعودة بالنتيجة ستكون صعبةً للغاية لموناكو أمام يوفنتوس الذي يحافط على سجله خالياً من الهزائم على أرضه في أوروبا منذ 4 سنوات، إضافة الى سلسلة من 6 مباريات متتالية في البطولة لم تهتز خلالها شباكه. أما موناكو، إذا ما أراد أن يضع حدّاً لغياب أندية الدوري الفرنسي الطويل عن النهائي، يجب عليه أن يطلق تكتيكاً جديداً يفاجئ به الكرة الإيطالية.
وفي المباراة الثانية أيضاً (غداً، 21.45)، يعود أتلتيكو مدريد إلى مواجهة جاره ريال، حيث سيحاول الـ"روخيبلانكوس" قلب خسارتهم بثلاثية نظيفة ذهاباً الى فوز. إنها المهمة الحلم مع اكتمال صفوف الفريق بمشاركة خوانفران والأوروغوياني خوسيه ماريا خيمينيز، بعد أن تعافيا من إصابتيهما.
ذلك قد يزيد حدة المباراة حماسةً بين اللاعبين، خصوصاً أن ريال لا يريد فقط ضمان التأهل، بل أيضاً ضمان التسجيل أمام جاره ليصل إلى المباراة الرقم 61 توالياً التي يهزّ فيها شباك الخصوم، معادلاً سجل بايرن ميونيخ الألماني القياسي بين عامي 2013 و2014.
المباراة قد تكون قوية من الجهتين، لكن الملل هو الذي أصاب المشاهدين من تكرار رؤية قوة المواجهة تنحسر بين فريقي العاصمة الاسبانية.
أداء ملحميّ هو المطلوب من موناكو وأتلتيكو على وجه التحديد بحثاً عن التأهل إلى النهائي وعن لقب "التشامبيونز ليغ" للمرة الأولى، وبطبيعة الحال يضفي متعة وإثارة على نصف نهائي افتقدها في الذهاب.




القرد يخلف الثائر؟

أكد "إل مونو" (القرد) بورغوس، مساعد مدرب أتلتيكو مدريد الأرجنتيني دييغو سيميوني أنه يسعى الى تدريب الفريق بعد رحيل مواطنه. وبعدما تحدث عن حبه لأتلتيكو وعلاقته مع المدرب الثائر دائماً أي سيميوني، أكد بورغوس: "لقد كنا معاً منذ 8 سنوات، نعيش كل اللحظات معاً حتى الطعام نتناوله معاً. في أتلتيكو مدريد، أريد أن أكون مدرباً، وأنا أعي ما أقول". وختم حديثه: "أنا وسيميوني نتميز بقوة الشخصية، لكنني أكثر توازناً".