قبل أيام، وتحديداً في «الكلاسيكو» أمام ريال مدريد، لفتت لقطة نجم برشلونة، الأرجنتيني ليونيل ميسي، وهو يحتفل بهدفه، عارضاً قميصه أمام الجمهور في ملعب «سانتياغو برنابيو». جابت الصورة العالم. لكن هذا القميص الذي خلعه «ليو» يحلم كثيرون بارتدائه، ويتسابقون لنيله من هذا النجم، وهذا ما بات يتكرر باستمرار.
ميسي لم يُخفِ قبل أيام أنه لا يطلب قميص أحد من اللاعبين بعد المباريات، ويفضّل إن طلبه منه أحد أن تكون الأولوية للاعب أرجنتيني، كاشفاً أن اللاعب الوحيد الذي طلب قميصه، وكان ذلك في بداية مسيرته، هو النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان، عندما كان الأخير لاعباً في ريال مدريد.
حديث «ليو» جاء لدى سؤاله عن رأيه في النزاع الذي حصل بين لاعبَي يوفنتوس الإيطالي ليوناردو بونوتشي وجورجيو كييليني من أجل قميصه. إذ في مواجهة إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بين «البرسا» و«اليوفي»، وبينما كانت المباراة في لحظاتها الأخيرة، توجّه بونوتشي إلى ميسي، طالباً منه قميصه بعد المباراة، غير أن هذا التصرف لم يرُق كييليني الذي وجّه لكمة خفيفة إلى زميله لثنيه، غير أن الأخير ظل مصرّاً على طلبه.

منافسة للحصول
على قميص ميسي الذي لم يطلب إلا قميصاً واحداً



لكن ما فعله قميص ميسي بين بونوتشي وكييليني ليس جديداً، إذ قبل ذلك وفي بطولة دوري الأبطال نفسها، وبعد المباراة بين برشلونة وباير ليفركوزن الألماني في ذهاب دور الـ 16 عام 2012، حصل خلاف في غرفة تبديل الملابس بين لاعبَي الثاني، مانويل فردريتش وميكال كادليك على أحقية أحدهما في الحصول على قميص ميسي، لتخرج صحيفة «بيلد» الألمانية الشهيرة في اليوم التالي بعنوان متهكم: «قميص ميسي أهم من المباراة». أما المدير الرياضي للفريق، النجم السابق رودي فولر، فقد أبدى انزعاجه الشديد من تصرف اللاعبَين، وطلب منهما عرض القميص في مزاد علني يعود ريعه للأعمال الخيرية.
في الواقع، كثيرة هي المرات، أو بالأصح لا تعد ولا تحصى، التي نرى فيها اللاعبين يسرعون عند إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة نحو ميسي لطلب قميصه، لكن ما رأيكم لو أن الحكم بذاته هو من يفعل ذلك؟ هذا حصل بالفعل، إذ بحسب موقع «ديفنسا سنترال» الإسباني، فإنّ حكم مباراة برشلونة وديبورتيفو لاكورونيا في «الليغا» في الموسم الماضي، ريكاردو دي بورخوس، طلب من ميسي الحصول على قميصه بعد الخروج من الملعب.
أما رغبة الحكم الألماني الشهير وولفغانغ ستارك، في الحصول على قميص ميسي، فبقي في إطار الكلام، حيث قال في مقابلة مع صحيفة «سبورت» عام 2010: «ميسي لاعب مهم، واحد من أفضل اللاعبين في العالم. أودّ تغيير القميص معه، ولكن يجب أن يكون ذلك في غرفة تبديل الملابس!». ومن الحكام إلى المدربين، إذ في كانون الأول الماضي توجّه مدرب إسبانيول، كويكي سانشيز، بعد نهاية المباراة أمام برشلونة إلى ميسي، طالباً قميصه. وأوضح سانشيز، لاعب ريال مدريد السابق، السبب وراء طلبه بالقول إن نجله مشجع كبير لميسي، وكان قد طلب منه إحضار قميصه قبل المباراة.
ماذا بعد عن قميص ميسي؟ ليس اللاعبون والمدربون والحكام هم وحدهم من يطلبون قميص «ليو»، إذ حتى المصورون في المباريات يسعون إلى ذلك، وهذا ما حصل في الموسم الماضي بعد مباراة «البرسا» أمام إشبيلية في «الليغا»، حيث توجّه إليه أحدهم، طالباً قميصه، لكن ميسي أعلمه أن أحد اللاعبين سبقه إلى هذا الطلب، فما كان من المصوّر إلا أن طلب الحصول على سروال ميسي!
وبطبيعة الحال، فإن «الطلبات» على القميص رقم 10 الشهير تمتد إلى المشجعين الذين يتمنون الحصول عليه بأي طريقة، ولو كانت فريدة من نوعها، ومنها على سبيل المثال ما فعله أحد مشجعي النادي الكاتالوني بعد المباراة أمام فياريال في كأس إسبانيا قبل عامين عندما ارتدى لباس كائن فضائي ورفع لافتة كتب عليها: «ميسي... أتيت إلى كوكبك لأحصل على قميصك».
الكل إذاً يريد قميص ميسي، أما برشلونة فما عليه إلا أن يدفع ثمن هذه القمصان الموزعة مجاناً من جيبه!