◄ ثمة فكرة خاطئة تتعلّق باستسهال «وصفة» المضادات الحيوية في غالبية الحالات الطبية. فعندما ترتفع الحرارة، لا يعود ثمة مجال للتفكير بغير المضاد الحيوي، وعندما يتعرّض أيّ منا لالتهاب الحلق أو التهاب الأذن أو حتى الإسهال أو أي عارضٍ آخر، غالباً ما تكون الوصفة جاهزة. ولكن، هل سأل أحدكم في أي الحالات يجرى اللجوء لـ«الإنتيبيوتيك»؟
ــ ما يحصل اليوم هو الفوضى بحدّ ذاتها، إذ يجري بيع الأدوية، وتحديداً المضادات الحيوية، «ع الشلف»، كما درجت أيضاً صيغة التطبيب الذاتي، أو ما يُتعارف عليه بين الأطباء بـ«automedication»، حيث أن كل شخص هو طبيب نفسه.

فعند الحرارة أو حتى العطسة، يتم اللجوء إلى المضادات الحيوية، ولكن هذا الأمر خاطئ إذ أن هذه الأخيرة لا يمكن التوصية بها إلا في حالة تحوّل الفيروس إلى بكتيريا. ما عدا ذلك، لا يمكن اللجوء إليها بشكلٍ عشوائي. تجدر الإشارة إلى أنه بحدود 80% من العدوى التي تصيب الأشخاص هي فيروسات تعمل على تخفيف المناعة. وعندما تخفّ المناعة في الجسم، ثمة احتمال بأن يتحول الفيروس إلى بكتيريا (بحدود 20% من الحالات). هنا، يتم اللجوء إلى المضادات الحيوية، ولكن ليس أي نوع، إذ أنها تتطلب علاجاً دقيقاً وخاصاً، فعشوائية الاستعمال وكثرته قد تؤدي إلى تعزيز مقاومة هذه البكتيريا، بحيث تصبح أكثر ذكاء وقدرة على المواجهة.

الدكتور انطوان يزبك
اختصاصي طب عام