في معرضها الفردي الاول الذي تستضيفه «غاليري كامل» الدمشقية، غداً السبت، تدعونا رولا أبو صالح (1982) إلى عالمها الطفولي الغارق في الدهشة والقلق والأسى. كأنما تختزن قصصاً غير مكتملة، اوقفتها قذيفة أو هدير طائرة، أو انفجار. الخلفية الحمراء لمعظم جدارياتها تشي بالمشهد ومقاصده السردية.
هناك لغز ما ينبغي تفكيكه، في اللحظة الفاصلة بين اللعب والموت المحقّق، إذ تعمل على زمنين في استدعاء حيوات هؤلاء الأطفال. اللون الصارخ من جهة، والرمادي من جهة ثانية كنهاية لمخزون كابوسي لشحنة تراجيدية مؤجلة. لا تحتاج التشكيلية السورية الشابة إلى اختراع ثيمات بصرية لأعمالها. تكفي نظرة واحدة من نافذة قريبة كي تلتقط أوجاع شوارع الطفولة في زمن الحرب عبر حركة ثابتة «ستوب كادر» لعناصر عملها بما يضعها في مرمى النظرة الفوتوغرافية أولاً، وترميمها لونياً بمخزون انفعاليي المقام الأول، وهي بذلك تؤرشف جحيم لحظة جنونية قبل أن تطوى لمصلحة جحيم آخر. 12 عملاً أقرب ما تكون إلى التسجيلية لأطفال غابوا على الأرجح قبل اكتمال المشهد، من دون بلاغة تشكيلية عالية، إذا لم نقل مشغولة بفطرية تتلاءم مع المحتوى، كأنما أيقظت الطفلة بداخلها لتغرق في مهب اللون والاسى. في أعمال رولا أبو صالح، لا وقت لحكايات الأطفال المسليّة، هناك لطخة أسى تستدعي الفزع، أو اغماض العينين عن رعب متراكم.