مرّة جديدة، تحوّلت مواقع التواصل الإجتماعي إلى منصة لبث الوحشية والبشاعة. قالت الشرطة التايلاندية، أمس الثلاثاء إن التايلاندي ووتسيان وونغتالاي قتل ابنته ناتالي البالغة 11 شهراً، أوّل من أمس وبث الجريمة مباشرة عبر فايسبوك (4 دقائق)، ثم انتحر. وفق وكالة «رويترز»، تمكن الناس من الولوج إلى المادة المصوّر على حساب الوالد على الموقع الأزرق لمدّة 24 ساعة تقريباً قبل أن يحذفا.
ويظهر الجاني وهو يربط حبلاً على رقبة ابنته الرضيعة، فيما ثبّت طرفه الآخر في سقف منزل مهجور في بلدة بوكيت الساحلية، في الوقت الذي أوضح فيه ضابط شرطة إن انتحار الرجل لم يبث عبر االإنترنت لكن السلطات «عثرت على جثته بجوار ابنته». صحيح أنّ ملابسات الجريمة لم تتكشف نهائياً بعد، غير أنّ الضابط قال إنّ ووتسيان وونغتالاي «كان يعاني من بارانويا (جنون الارتهاب) بشأن زوجته التي هجرته ولم تكن تحبه».
وإثر نقل عدد من المؤسسات الإعلامية التايلاندية للمادة المصوّرة ما أدّى إلى امتعاض الكثير من المشاهدين، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أنّ «مجلس البث الإخباري» في تايلاند أصدر بياناً، حثّ من خلاله الميديا على عدم عرضها لأنّها «قد تؤدي إلى عنف من باب التقليد».
في سياق متصل، أكد ناطق باسم فايسبوك في سنغافورة أنّ «هذا حادث مروّع. لا مكان مطلقاً لمثل هذه المحتويات على فايسبوك»، بينما لفت نائب الناطق باسم الشرطة التايلاندية، كيسانا باتاناتشاروين، إلى أنّه «سنبحث في المستقبل أمر المحتوى الإلكتروني غير اللائق، سواء على فايسبوك أو يوتيوب أو إنستغرام، وكيف يمكننا تسريع حجب هذا المحتوى».
وكانت شركة فايسبوك قد أعلنت الأسبوع الماضي عن مراجعتها سبل مراقبة تصوير مشاهد تنطوي على عنف، وغيرها من المواد المرفوضة، خصوصاً بعد بث حادث إطلاق ستيف ستيفنز (37 عاماً) الرصاص، في عيد الفصح على روبرت غودوين (74 عاماً) وقتله في كليفلاند في ولاية أوهايو الأميركية لمدّة ساعتين قبل حذفه.