في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كانت لأجواء رمضان متعة خاصة على الشاشات العربية. كانت تُخصّص لهذا الشهر برمجة متنوّعة تطغى عليها الفوازير، أهمّها المصرية التي تناوبت على بطولتها نجمات عديدات على رأسهن شريهان ونيللي. مع الوقت، فقدت برمجة شهر الصوم رونقها وأصبحت باهتة. في البداية، اختفت الفوازير، وإذا قدِّمت، كانت تُطرح بطريقة غير موفّقة (منها تجربة ميريام فارس). لكن اللافت أنه تباعاً غابت البرامج الفنية المستوحاة من أجواء رمضان، وباتت المنافسة محصورة بالمسلسلات فقط. راحت شركات الإنتاح تقدّم أعمالاً تطغى عليها قصص الحب والأكشن، والمسلسلات التاريخية. على هذا المنوال، تتوقّف غالبية البرامج في الأسبوع الأخير الذي يسبق حلول رمضان، ليخصّص الموسم لعرض المشاريع التمثيلية فقط.
على قناة lbci، تغيب البرمجة التي انطلقت في الخريف الماضي، على أن تعود في الخريف المقبل.

أهمّ الأعمال التلفزيونية التي ستختفي عن الشاشة هي: «لهون وبس» الذي يقدّمه هشام حداد كل ثلاثاء (21:30)، وb.b.chi (كل أحد 21:45) لفؤاد يمين وسلام زعتري ورفاقهما، إضافة إلى «أحمر بالخطّ العريض» لمالك مكتبي. في المقابل، لم يُعرف ما إذا كان «كلام الناس» (كل خميس 21:30) لمارسيل غانم سوف يتوقّف بثّه في رمضان، لأن التطوّرات في الساحة وخصوصاً الانتخابات، قد تفرض أجواء سياسية معينة على شهر الصوم. ومن الواضح أن برمجة lbci في رمضان لن تتضمّن برامج فنية أبداً. وستكتفي القناة ببثّ برنامج المقالب لرامز جلال (اسمه المبدئي «رامز تحت الأرض») الذي يُعرض تباعاً على mbc أيضاً. فالاتفاق الموقّع بين المحطة اللبنانية والسعودية لبث مجموعة أعمال بالتوازي على الشاشتين، لا يزال صالحاً ومستمرّاً لشهر الصوم. في السياق نفسه، ليس الوضع في mtv مختلفاً عن lbci. إذ توقف محطة المرّ غالبية برامجها، وتتفرّغ لبثّ المسلسلات اللبنانية والعربية.

تكتفي lbci بعرض
برنامج رامز جلال

هكذا، ستتوقّف برامج «الحلقة الأخيرة» الذي يقدّمه رجا نصر الدين ورودولف هلال (كل سبت) و«هيدا حكي» لعادل كرم (الثلاثاء 21:30)، و«حديث البلد» (خميس 21:30) لمنى أبو حمزة، إضافة إلى تجميد «منّا وجرّ» لبيار ربّاط. جميع تلك المشاريع كانت تتنافس على استقطاب الفنانين الضيوف، لكنها سوف تأخذ إجازة استراحة في أواخر أيار (مايو) المقبل، وتغيب دفعة واحدة عن الشاشة. لن تحتفظ mtv بأيّ من تلك البرامج لتعرضها في رمضان، بل تفضّل عودتها في الخريف المقبل. تلك المشاريع التي تشبه بعضها من ناحية الضيوف، سوف تحلّ مكانها الدراما العربية واللبنانية على مدار ثلاثين يوماً. على الضفة الأخرى، بدأت «الجديد» بتوقيف برامجها قبل حلول شهر الصوم. إذ اختتم برنامج «ع البكلة» أمس (كل ثلاثاء 22:30) الذي تقدّمه نسرين ظواهرة، بعد عرض نحو 60 حلقة. العمل لن يعود إلى البرمجة الخريفية المقبلة، بل سيختفي كلياً عن الأضواء. كما تستعدّ «الجديد» لعرض الحلقات الأخيرة من «الحلبة» الذي يقدّمه هيثم زيّاد. كذلك، سيتوقف برنامج «بلا تشفير» لتمام بليق، إضافة إلى برنامج «أهلية بمحلية» الذي تتولاه تاتيانا مرعب.
لا تفكّر «الجديد» في بثّ أي عمل فني في شهر الصوم، بل تعوّل على نجاح المسلسلات التي تعرضها منذ الصباح حتى المساء. على الجهة الأخرى، أبرز الغائبين عن البرامج الفنية سيكون وسام بريدي. الأخير قدّم موسمين من برنامج «إنت أونلاين» على قناة «دبي» واختتم أمس الثلاثاء، ويبدو أنه لن يطلّ في رمضان في أيّ عمل يشبه برنامج «رايتينغ» الذي قدّم في رمضان قبل عامين تقريباً واستضاف أبطال المسلسلات. كما سيكلّل نيشان إطلالته بحضوره في برنامج رامز جلال حيث يلعب دور المقدّم الذي يستضيف نجوماً لمحاورتهم، فيقعون في الفخّ. إذاً، تتجمّد البرامج الفنية والساخرة والترفيهية أواخر الشهر المقبل، ليصبح الحديث في شهر الصوم عن المسلسلات وسيناريوهاتها ومخرجيها.