منذ إنطلاقتها في لبنان، لم تكن سهرات توزيع الجوائز على الفنانين يوماً مادة دسمة في وسائل الاعلام. في البداية، كانت تلك الحفلات تقتصر على حفلة واحدة فقط، ولاحقاً «تكاثرت» بطريقة مبالغ فيها وتدعو لإعادة تنظيمها. كما أن النجوم الذين يكرّمون في تلك السهرات أصبحوا معروفين، وبالطبع للعامل المادي الدور الاول والأخير في الحصول على الجائزة. لكن من يتابع تلك الحفلات يلاحظ أنّ الفوضى تشوبها، كأنها باتت عملية مزايدة لا أكثر ولا أقلّ.
أمس وزّعت «جائزة الموسيقى العربية» (ANMA) في كازينو لبنان (جونيه)، وحضرتها مجموعة فنانات أهمهن اليسا ومايا دياب(الصورة). لم تمرّ السهرة التي قدّمتها رزان مغربي ومحمد قيس على خير، بل شهدت بعض التوترات بين المقدّمة واليسا بسبب خلافات قديمة بينهما. خلال تسلّم صاحبة أغنية «عبالي حبيبي» جائزتها، وجّهت كلامها إلى رزان قائلة «ما تاخديها شخصية. بس انتِ اتهمتيني إنو عم اشتري الجوائز، وأنا بالمقابل ما فيي إلا ما قول عنك خفيفة الدم. الجوائز الليلة دليل إنو ما عم إشتري ولا جائزة». بدورها إكتفت المقدّمة بالقول «أحبكِ اليسا!». لولا كلام اليسا الذي تحدّثت عنه الصحافة الفنية، لما سمع أحد بتلك السهرة. مع العلم أن هذا الموقف يعتبر عادياً ويحصل في جميع السهرات التي تجمع الفنانين، وربما سوف يتكرّر في الأيام المقبلة مع موعد توزيع سهرتي جوائز Biaf التي تقام في حزيران (يونيو) المقبل والـ «الموركس» في أيار (مايو) المقبل. فجأة كثرت السهرات التي توزّع الجوائز يميناً وشمالاً. لم تعد تلك الحفلات محطّ ثقة، فتعدّدها يطرح الكثير من التساؤلات. الفنانون أنفسهم يحضرون تلك الحفلات. يستلمون الجوائز ويغنّون «بلاي باك». سهرة تطغى عليها أخبار الموضة والجمال أكثر من الأخبار الفنية. متى تتوحّد تلك الجوائز تحت شعار سهرة واحدة فقط، ويكون عنوانها العريض تكريم من يستحقّ التكريم؟.